مع تزايد التوترات الإقليمية، عادت القاذفة الشبحية الأمريكية B-2 Spirit لتصبح محط الأنظار. تُعتبر هذه الطائرة واحدة من أكثر الأسلحة تطورًا وغموضًا في الترسانة الأمريكية، حيث تلعب دورًا محوريًا في الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية. هذه القاذفة، التي تقتصر ملكيتها على الجيش الأمريكي، تم تصميمها لتكون حاسمة في الأوقات الحرجة.
منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي، بدأت شركة نورثروب غرومان في تطوير هذه الطائرة الثورية، التي تمتاز بإمكانية حمل صواريخ نووية والتخفي عن أنظمة الرادار السوفيتية. ومع انتهاء الحرب الباردة، تم توجيه مهمتها لتصبح الناقلة الرسمية لأم القنابل، واحدة من أقوى القنابل غير النووية في العالم. ورغم الخطة الأصلية لإنتاج 135 طائرة، تم الاكتفاء بـ21 طائرة فقط، بتكلفة تجاوزت 2.1 مليار دولار للطائرة الواحدة.
مقال مقترح: المغرب يرفع الحد الأدنى للأجور رسميًا في 2025
من الحرب الباردة إلى ساحات المعارك الحديثة
كان إنتاج B-2 مشروعًا فريدًا تطلب تطوير تقنيات خاصة من الصفر، بما في ذلك أدوات تصنيع جديدة ونظام برمجيات متقدم ومواد مركبة تمتص الموجات الرادارية. يبلغ عرض جناحي الطائرة أكثر من 52 مترًا، وتعمل بأربعة محركات توربينية نفاثة، مما يمنحها القدرة على التحليق لمسافات بعيدة وبارتفاع يزيد عن 50,000 قدم.
مقال له علاقة: حجاج الصين يدهشون الجميع بفعل غير متوقع في مكة المكرمة
لماذا هي السلاح الأول عند اندلاع الحروب؟
في كل عملية عسكرية كبرى خاضتها الولايات المتحدة، كانت B-2 دائمًا تتصدر القوات المتقدمة، من كوسوفو إلى أفغانستان والعراق وليبيا. ما يميز هذه القاذفة هو قدرتها على الجمع بين التخفي وحمل حمولات ضخمة، إلى جانب مدى طويل يمكّنها من ضرب أي هدف في العالم دون الحاجة إلى قواعد خارجية.
أول اختبار ناري وأطول مهمة جوية في التاريخ
خلال حرب كوسوفو، قامت طائرتان من طراز B-2 بالتحليق مباشرة من ميسوري إلى البلقان، وأكملتا المهمة في أكثر من 31 ساعة متواصلة. ورغم مشاركتهما في أقل من 1% من الطلعات، إلا أنهما دمّروا 33% من الأهداف. وفي عام 2001، حققت طائرات B-2 رقمًا قياسيًا في أطول مهمة قتال جوي في التاريخ، استغرقت أكثر من 70 ساعة، مع توقف سريع لتبديل الطاقم فقط.
من أرض المعركة إلى شاشة السينما
لم تقتصر شهرة B-2 على ساحات القتال، بل أصبحت رمزًا أيقونيًا في السينما، حيث ظهرت في أفلام الخيال العلمي والأكشن مثل “يوم الاستقلال”، “الرجل الحديدي”، و”كابتن مارفل”. وقد ساهمت هذه الأفلام في ترسيخ صورتها كرمز للقوة التكنولوجية الأمريكية.
تصفّح المقالات
مواضيع مشابهة: سمية الخشاب تؤكد: “لا أهتم بالانتقادات ولا ألتفت إليها”