خطر يهدد الأرواح الفاو تحذر من كارثة إنسانية في غزة

تقرير حديث صادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) يكشف عن وضع مأساوي لستة آلاف صياد في غزة، حيث يواجهون خطر الموت بسبب تدمير قطاع الصيد جراء الهجمات العسكرية الإسرائيلية. كان هذا القطاع يوفر الغذاء لما يقارب 110 آلاف شخص، لكنه الآن ينهار أمام أعينهم.

قطاع الصيد في غزة، الذي كان يعاني من قيود مشددة حتى قبل التصعيد الأخير، يشهد اليوم تدهورًا غير مسبوق. وفقًا لمركز الأمم المتحدة للإعلام، كان الصيادون مقيدين بمناطق صيد لا تتجاوز ستة أميال بحرية شمالًا و15 ميلًا بحريًا جنوبًا. والآن، اقتصر الصيد على أمتار قليلة من الشاطئ، مما يعرض حياة الصيادين لمخاطر جسيمة.

تدهور قطاع الصيد وأزمة الغذاء

الأضرار البالغة التي لحقت بميناء غزة البحري شمال وادي غزة، وتدمير غالبية القوارب، فاقمت أزمة الغذاء في القطاع، حسبما ذكرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو). أصبحت الأسماك، التي كانت تعتبر مصدرًا حيويًا للبروتين والمغذيات لسكان غزة، نادرة في الأسواق المحلية. تحول ميناء غزة، الذي كان يعج بمئات قوارب الصيد، إلى ركام من السفن الغارقة والأرصفة المدمرة، كما أصبح مأوى للنازحين الذين فروا من ديارهم بسبب تصاعد العمليات العسكرية في الأشهر الأخيرة.

خطر الانهيار يهدد سبل العيش

أكدت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) أن قطاع صيد الأسماك في غزة، الذي يمثل مصدر رزق لأكثر من 6000 فلسطيني، يواجه خطر الانهيار الكامل. ويعزى ذلك إلى ما وصفه مسؤولون بالهجمات الممنهجة على البنية التحتية.

ضحايا الحرب من الصيادين

تقرير مشترك صادر عن مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان وشبكة المنظمات غير الحكومية في غزة يكشف عن مقتل ما لا يقل عن 202 صياد منذ بداية الحرب، بينهم 50 بنيران إسرائيلية أثناء عملهم في البحر، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 300 آخرين، منهم 20 في البحر.

تدمير ممنهج للبنية التحتية

التقرير يشير إلى تدمير أكثر من 90% من قوارب وسفن الصيد، بالإضافة إلى أماكن إقامة الصيادين ومخازنهم، مما أدى إلى فقدان ما لا يقل عن 4500 صياد و1500 عامل في المهن المرتبطة بالصيد مصدر رزقهم الوحيد.

شهادات من قلب المعاناة

زكريا بكر، منسق لجان الصيادين في قطاع غزة، يؤكد أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفت بشكل ممنهج قوارب الصيد والمراسي البحرية بالزوارق الحربية والطائرات المقاتلة منذ بداية الحرب. وأضاف أن نحو 95% من ممتلكات الصيادين دُمرت، بما في ذلك مصانع الثلج وأسواق الأسماك والسوق الرئيسي في الميناء. وأشار بكر إلى أن الهجمات الإسرائيلية استهدفت جميع القوارب في مدينة غزة، ولم يسلم منها سوى قارب واحد مؤخرًا. ويختتم بكر قائلًا: “إن الاحتلال دمر قطاع الصيد بشكل كامل وشرّد أكثر من 6 آلاف إنسان، مما أثر بشكل مباشر على الأمن الغذائي لنحو مليوني فلسطيني في قطاع غزة”.