موجة حر تاريخية تضرب الولايات المتحدة ودرجات الحرارة تتجاوز 40 مع تحذيرات واسعة

تشهد الولايات المتحدة حاليًا موجة حر غير مسبوقة في يونيو، حيث سجلت درجات حرارة قياسية في العديد من المناطق، خاصة في الشرق والغرب الأوسط. تأتي هذه الظاهرة وسط تحذيرات متزايدة بشأن المخاطر الصحية والبيئية التي قد تنتج عنها.

من المتوقع أن تستمر هذه الموجة الحارة حتى نهاية الأسبوع، حيث قد تتجاوز درجات الحرارة 40 درجة مئوية في بعض المناطق، وفقًا لتوقعات هيئة الأرصاد الجوية الوطنية. مع تزايد المخاوف من تأثيرات “القبة الحرارية”، اتخذت المدن الأمريكية إجراءات طارئة لمواجهة هذه الظروف المناخية القاسية.

استعدادات المدن الأمريكية لمواجهة الحرارة

أعلنت العديد من المدن حالة الطوارئ تحسبًا لتأثيرات القبة الحرارية، وهي ظاهرة ناتجة عن ارتفاع ضغط الهواء في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى حبس الهواء الساخن ومنع تدفق الهواء البارد حتى أثناء الليل.

إجراءات في شيكاغو ونيويورك

في شيكاغو، قام العمدة براندون جونسون بإنشاء مراكز تبريد في أنحاء المدينة، ووجه فرق الطوارئ لمساعدة المشردين وحثهم على اللجوء إلى هذه المراكز. كما تذكر العمدة الذكرى الثلاثين لموجة الحر المميتة التي ضربت المدينة عام 1995. في نيويورك، دعا العمدة إريك آدامز السكان إلى تحديد أقرب مركز تبريد لهم، وأطلقت البلدية شبكة واسعة من نقاط الدعم والمعلومات المتعلقة بالسلامة من الحرارة، خاصة لكبار السن والمرضى.

تحذيرات من درجات حرارة شديدة

وضعت هيئة الأرصاد الجوية معظم المناطق من مينيسوتا إلى مين، مرورًا بولايات أركنساس وتينيسي ولويزيانا وميسيسيبي، تحت تحذيرات من درجات حرارة “شديدة الخطورة وتهدد الحياة”. كما توقعت أن تصل المؤشرات الحرارية إلى أكثر من 42 درجة مئوية في مدن مثل فيلادلفيا وواشنطن العاصمة وبوسطن.

أوصت الهيئة المواطنين باتخاذ تدابير احترازية مثل البقاء في أماكن مكيفة، وشرب كميات كبيرة من المياه، وتجنب الأنشطة الخارجية خلال ساعات الظهيرة. وقد شهدت ولاية نيويورك حوادث مأساوية، حيث لقيت طفلتان توأم وامرأة في الخمسين من عمرها مصرعهم جراء سقوط أشجار على منازلهم بسبب العواصف الرعدية المصاحبة للحرارة.

أعلنت حاكمة الولاية كاثي هوشول حالة الطوارئ في 32 مقاطعة بسبب العواصف ودرجات الحرارة المرتفعة. وفي فيلادلفيا، أعلنت إدارة الصحة العامة حالة طوارئ حرارية وأشارت إلى ضرورة توجه السكان إلى المكتبات والمراكز المجتمعية المكيّفة.

في شاطئ ريهوبوث بولاية ديلاوير، ازدحم الشاطئ كوسيلة للهروب من الحرارة، إلا أن بعض المرتادين أشاروا إلى أن الوضع يتدهور مع ارتفاع مستويات الرطوبة.

تهديدات صحية جراء ارتفاع درجات الحرارة

تشكل درجات الحرارة المرتفعة تهديدًا مباشرًا على حياة السكان، خاصة مع ارتفاع مؤشر الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية في مدن مثل بيتسبرغ وكولومبوس ومديسون. تشمل أعراض الإجهاد الحراري الصداع والدوخة والتعرق الشديد، ويمكن علاجها في حال تم تخفيف الحرارة خلال 30 دقيقة. أما ضربة الشمس، فهي حالة طبية طارئة تحدث عندما تتجاوز درجة حرارة الجسم 40.6 مئوية، وقد تؤدي إلى فشل عضوي أو الوفاة.

تم تسجيل حالات مرضية بالفعل، مثل إصابة لاعب البيسبول إيلي دي لا كروز من فريق “سينسيناتي ريدز”، ولاعب آخر من “سياتل مارينرز”، أثناء المباريات بسبب شدة الحرارة. كما شهدت ولاية كونيتيكت خلال بطولة “PGA Travelers Championship” اضطرار الجمهور للاختباء تحت الأشجار أو استخدام مظلات ومراوح يدوية في ظل درجات حرارة قاربت 41 درجة مئوية.

يرى علماء المناخ أن موجات الحر أصبحت أكثر تواترًا واتساعًا نتيجة الاحتباس الحراري الناتج عن النشاط البشري. وعلى الرغم من أن درجات الحرارة المرتفعة شائعة في الصيف الأمريكي، فإن امتدادها الواسع هذا العام، من جبال روكي إلى الساحل الشرقي، يُعتبر غير معتاد. وعلق مارك جيرينج، خبير الأرصاد في ولاية ويسكونسن، قائلاً: “إنها واحدة من أكبر موجات الحر من حيث التغطية الجغرافية التي رأيناها في يونيو”.