يُشير الدكتور توفيق طعمة، الباحث والمحلل السياسي المتخصص في الشأن الأمريكي وشؤون الشرق الأوسط، إلى أن الولايات المتحدة تُروج لنجاح ضربة عسكرية ضد إيران، بينما تُظهر الوقائع والتقارير الدولية عكس ذلك تمامًا.
في تصريحات إعلامية، أكد طعمة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن بشكل قاطع أن الضربة دمرت المنشآت النووية الإيرانية بالكامل، واحتفل بذلك أمام الرأي العام في كل من الولايات المتحدة وإسرائيل. ومع ذلك، يرى طعمة أن هذا الترويج يُعتبر دعاية سياسية تهدف إلى تحقيق إنجاز في السجل الانتخابي لترامب، في وقت تعاني فيه الإدارة الأمريكية من انقسام داخلي حاد حول تلك العملية.
اقرأ كمان: صحيفة: صحة يارا تامر بعد زواجها من مسلم تتدهور ونقلها للمستشفى
تحليل النتائج
أوضح طعمة أن الضربة لم تحقق أهدافها الاستراتيجية، مشيرًا إلى أن منشأة “فوردو” النووية، الواقعة في عمق الجبال، لا يمكن تدميرها بواسطة القنابل الأمريكية المستخدمة مثل “B2″ و”GBU-57”. وأكد أن ما حدث هو تدمير جزئي فقط، حيث قامت إيران مسبقًا بإخراج مواد اليورانيوم وتخزينها في أماكن أخرى.
دعاية سياسية
وأضاف طعمة أن الولايات المتحدة لم تحسم المعركة، وكل ما يُقال عن نجاح العملية ليس سوى دعاية سياسية. وأكد أن إيران لا تزال تحتفظ ببنيتها النووية الأساسية، وأن الحديث عن تدمير كامل غير دقيق.
الأهداف الحقيقية
كشف الدكتور توفيق طعمة أن الهدف الحقيقي من الضربة ليس مجرد وقف البرنامج النووي، بل يتجاوز ذلك إلى إسقاط النظام الإيراني بالكامل. كما أشار إلى أن ترامب بدأ يتحدث بشكل صريح عن “تغيير النظام”، وأن هناك لقاءات تُعقد داخل الكونغرس مع معارضين إيرانيين مناهضين لحكم طهران.
شوف كمان: كلينتون يكشف دوافع ضربات نتنياهو ضد إيران
وأكد طعمة أن النهج الذي تتبعه إدارة ترامب هو “نفخ الفوضى” في المنطقة، مشيرًا إلى أن هذا المسار يخدم إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، الذي يسعى لتفكيك المنطقة وتمزيق وحدة الدول العربية، وهو ما اعتبره “مصلحة استراتيجية لإسرائيل”.