ألمانيا وإيطاليا يشتعلان لاستعادة ذهبهم المخزّن في أمريكا بسبب تهديدات ترامب والاضطرابات الجيوسياسية

تسعى كل من ألمانيا وإيطاليا لاسترجاع جزء من احتياطاتهما الذهبية المخزنة في الولايات المتحدة، وذلك في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية والانتقادات التي وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لبنك الاحتياطي الفيدرالي، كما أفادت صحيفة فايننشال تايمز.

يمتلك كلا البلدين احتياطات ذهبية كبيرة تُعتبر من بين الأكبر عالميًا، مما يزيد من أهمية هذه الخطوة. حيث تملك ألمانيا وإيطاليا ثاني وثالث أكبر احتياطات من الذهب على مستوى العالم، بعد الولايات المتحدة، وفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي.

احتياطات الذهب في ألمانيا وإيطاليا

تحتفظ ألمانيا بحوالي 3,352 طنًا من الذهب، بينما تمتلك إيطاليا نحو 2,452 طنًا. يعتمد كلا البلدين بشكل كبير على بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لحفظ جزء من هذه الاحتياطات، حيث يُخزن أكثر من ثلث الذهب الألماني والإيطالي في الولايات المتحدة، وتُقدّر القيمة الإجمالية لهذا الذهب بأكثر من 245 مليار دولار.

مخاوف من سياسات ترامب وتقلبات الأسواق

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قلق الأسواق الأوروبية، حيث أشار إلى أنه “قد يضطر إلى فرض إجراءات” إذا لم يُخفض البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة. هذه التصريحات، إلى جانب سياسات ترامب المتقلبة، زادت من مخاوف الحكومات الأوروبية بشأن الاعتماد على الاحتياطي الفيدرالي كجهة آمنة لحفظ الذهب.

ضغوط لإعادة تقييم الاعتماد على أمريكا

قامت جمعية دافعي الضرائب الأوروبية بإرسال رسائل رسمية إلى وزارات المالية والبنوك المركزية في كل من ألمانيا وإيطاليا، تُحثّهم فيها على تقييم مدى جدوى استمرار تخزين الذهب في الولايات المتحدة، في ظل المخاوف الحالية. كما ذكرت وسائل إعلام إيطالية أن استمرار تخزين 43% من احتياطي الذهب الإيطالي في الولايات المتحدة يُعتبر خطرًا على الأمن القومي، خاصة في ظل ما يُعتبر إدارة أمريكية غير مستقرة.

في ضوء هذه التطورات، أشارت فايننشال تايمز إلى أن أكثر من 70 بنكًا مركزيًا حول العالم بدأوا في مراجعة سياسات تخزين الذهب، حيث يفكر العديد منهم في نقل احتياطياتهم إلى داخل بلدانهم، تحسبًا لأي أزمة قد تُعيق الوصول إلى الذهب المُخزن في الخارج.