تتكشف هذا الصباح تفاصيل جديدة حول الضربة الجوية الأمريكية التي استهدفت المفاعلات النووية الإيرانية، حيث صرح وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث بأن العملية شاركت فيها 125 طائرة و75 نوعًا من الأسلحة المتطورة. وأشار إلى أن القوات الأمريكية نفذت مناورات تكتيكية لإرباك أنظمة الدفاع الإيرانية، وقد تكللت العملية بالنجاح دون تسجيل أي خسائر أو تعرض الطائرات الأمريكية لنيران معادية.
في أول رد فعل له على الهجوم، نشر الرئيس الأمريكي تغريدة على منصة “تروث سوشيال” معلنًا “انتهاء موقع فوردو”. وأضاف في منشور لاحق: “لقد أتممنا بنجاح هجومًا على جميع المنشآت النووية الثلاث في إيران، بما في ذلك فوردو ونطنز وأصفهان”، مؤكدًا أن “جميع الطائرات غادرت الآن الأجواء الإيرانية”. وأكد الرئيس الأمريكي أن موقع فوردو تحديدًا تلقى ضربات مكثفة، وأن “جميع الطائرات في طريق العودة بسلام”. في السطور التالية، نلقي نظرة تفصيلية على هذا الحدث وتداعياته المحتملة.
ممكن يعجبك: تردد قناة فلسطين اليوم الجديد 2025 وأهم المعلومات عنها
تفاصيل الغارة الجوية الأمريكية
بدأت العملية العسكرية الأمريكية في الساعات الأولى من الصباح، حيث انطلقت 125 طائرة بتشكيلات متنوعة شملت مقاتلات وطائرات تمويه ومرافقة، بالإضافة إلى طائرات التزويد بالوقود جواً. وشاركت ست قاذفات شبح من طراز B-2 انطلقت من قاعدة جوية في ولاية ميسوري في تنفيذ الهجمات على المواقع النووية الإيرانية. وقد ألقت القاذفات حوالي 12 قنبلة خارقة للتحصينات من طراز GBU-57، تزن الواحدة منها حوالي 14 طنًا، على منشأة فوردو، وقنبلتين مماثلتين على منشأة نطنز. وقد اعتمد البنتاغون تكتيك الاختراق التدريجي، حيث تخترق القنبلة الأولى طبقة صخرية بعمق 60 مترًا قبل أن تنفجر، وتتبعها القنبلة الثانية في نفس النقطة.
لم يقتصر الهجوم الأمريكي على القصف الجوي فقط، إذ أطلقت غواصات أمريكية أيضًا 30 صاروخ توماهوك بعيد المدى على منشآت في نطنز وأصفهان. ويعزو البعض دقة الاستهداف وتجنب الخسائر إلى الهجمات الإسرائيلية التي سبقت الضربة الأمريكية في 13 يونيو، حيث يُعتقد أن هذه الهجمات قد أضعفت الدفاعات الجوية الإيرانية، مما سهل دخول الطائرات الأمريكية إلى المجال الجوي الإيراني. إضافة إلى ذلك، ساهمت قدرات التخفي للطائرات الأمريكية في تقليل فرص اكتشافها من قبل الدفاعات الجوية.
رد الفعل الإيراني
في أول رد فعل إيراني على الهجمات الأمريكية، أعلن الحرس الثوري عن إطلاق 40 صاروخًا على أهداف إستراتيجية وعسكرية داخل إسرائيل. وقد استخدم في هذه العملية صاروخ “خيبر” الباليستي لأول مرة، وهو صاروخ يحمل رأسًا حربيًا يزن 1500 كيلوغرام ويصل مداه إلى 2000 كيلومتر، مما يجعله قادرًا على ضرب أهداف في منطقة الشرق الأوسط وأجزاء من أوروبا وآسيا. ويتميز هذا الصاروخ بقدرته على الوصول إلى سرعات فائقة خارج الغلاف الجوي، تصل إلى 16 ماخ، أي 16 ضعف سرعة الصوت.
من جهته، وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الهجوم الأمريكي بأنه “انتهاك صارخ” لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، مؤكدًا على حق إيران في الدفاع عن سيادتها. في السياق ذاته، صرحت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بأن المنشآت النووية تعرضت لهجوم من قبل “الأعداء”، مشيرة إلى أن الهجوم الأمريكي يمثل خرقًا للقانون الدولي. وأضافت المنظمة: “لن نسمح بتوقف تطور هذه الصناعة الوطنية، وقد وضعنا على جدول أعمالنا الإجراءات اللازمة، بما في ذلك الإجراءات القانونية، للدفاع عن حقوقنا”. كما أكدت السلطات الإيرانية لسكان مدينة قم أن منشأة فوردو محصنة داخل الجبال ولا تشكل أي تهديد مباشر. وأكدت وسائل الإعلام الإيرانية أن طهران تمكنت من نقل جميع مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى مواقع أكثر أمانًا قبل أيام من الهجوم.
ردود الفعل العربية والدولية
أعربت جمهورية مصر العربية عن قلقها العميق إزاء التطورات الأخيرة في إيران، وأدانت التصعيد المتزايد الذي ينذر بعواقب وخيمة على السلم والأمن الإقليمي والدولي، مؤكدة رفضها أي انتهاك لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. أكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان رسمي على ضرورة احترام سيادة الدول، وحذرت من انزلاق المنطقة إلى مزيد من الفوضى والتوتر. وجددت مصر دعوتها إلى خفض التصعيد وضبط النفس والانخراط في حوار جاد لإنقاذ الأرواح وضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما عبرت المملكة العربية السعودية عن قلقها البالغ إزاء التطورات المتسارعة في إيران، وخاصة الهجمات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية. وجددت المملكة التأكيد على ما ورد في بيانها الصادر بتاريخ 13 يونيو 2025، والذي تضمن إدانة واستنكارًا لانتهاك السيادة الإيرانية، وضرورة بذل كافة الجهود لضبط النفس وخفض التصعيد وتجنب المزيد من التصعيد. ودعا البرلمان العربي المجتمع الدولي إلى مضاعفة جهوده لإيجاد حل سياسي للأزمة، يضمن إنهاءها ويفتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار في المنطقة.
مقال له علاقة: عيار ٢١ اليوم تعرف على سعر الذهب في مصر 22 يونيو 2025
من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه العميق إزاء الهجمات الأمريكية، واصفًا إياها بأنها “تصعيد خطير في منطقة على حافة الهاوية”. وحذر غوتيريش في بيان رسمي من “دوامة الفوضى”، مؤكدًا: “لا يوجد حل عسكري، فالطريق الوحيد للمضي قدمًا هو الدبلوماسية، والأمل الوحيد هو السلام”.
الخلاصة
لا تزال الآفاق قاتمة ولا توجد مؤشرات على قرب انتهاء الصراع الذي أشعلته إسرائيل في 13 يونيو، مما يزيد من احتمالية تصاعد الصراع وتوسعه. تمتلك إيران خيارات متعددة للرد على الولايات المتحدة وإسرائيل، من بين الخيارات المتاحة لإيران:
- شن هجمات على القواعد الأمريكية في المنطقة، حيث يوجد 63 قاعدة أمريكية في دول عربية تستضيف 40 ألف جندي أمريكي، وقد يؤدي هذا الخيار إلى رد فعل أمريكي أقوى بكثير.
- إغلاق مضيق هرمز، وهو ممر حيوي لتجارة النفط والغاز، لكن هذا الإجراء قد يدفع إيران إلى مواجهة مع الولايات المتحدة وأوروبا.
- الانسحاب من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، مما يسمح لها بإنتاج أسلحة نووية ويمنع المفتشين من الوصول إلى مفاعلاتها. وهذا سيبقي باب الصراع مفتوحًا مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
من ناحية أخرى، قد تلجأ إيران إلى:
- شن هجمات صاروخية على مواقع عسكرية وصناعية وإستراتيجية داخل إسرائيل، مما قد يؤدي إلى حرب استنزاف طويلة الأمد. ومن المرجح أن تتدخل الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى لحماية إسرائيل.
لكن جميع الخيارات المتاحة لإيران لن تنهي الصراع، بل ستؤدي إلى تفاقمه، وهو ما يجسد خطورة الموقف الذي وصلت إليه المنطقة.