الدكتور محمد معيط يؤكد ضرورة تعزيز المرونة الاقتصادية في ظل التحولات الجيوسياسية
أكد الدكتور محمد معيط، المدير التنفيذي بصندوق النقد الدولي والممثل عن الدول العربية وجزر المالديف ووزير المالية المصري السابق، أن تعزيز المرونة الاقتصادية أصبح ضرورة ملحة في ظل التحولات الجيوسياسية التي يشهدها العالم اليوم. وأوضح أن العالم يمر بلحظة فارقة تتداخل فيها العوامل الاقتصادية والجغرافيا السياسية بشكل غير مسبوق.
جاء ذلك خلال الكلمة الرئيسية التي ألقاها معيط في قمة العربية الاقتصادية والمصرفية 2025، التي عُقدت في العاصمة الفرنسية باريس تحت شعار «المرونة الاقتصادية في ظل التغيرات الجيوسياسية»، بمشاركة رفيعة المستوى من صناع السياسات والخبراء وقادة المؤسسات المالية من أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وإفريقيا.
مقال مقترح: أرباح البورصة المصرية تصل إلى 48 مليار جنيه في 2025
وأشار معيط إلى أن الأزمات الجيوسياسية، بدءًا من النزاعات الإقليمية المتصاعدة إلى الحروب التجارية، تسببت في اختبار قدرة الاقتصادات على الصمود. وأضاف أن هذه التحولات تعطل سلاسل الإمداد، وتغير أنماط التجارة، وتؤثر على أسعار السلع الأساسية وأسواق المال.
كما أشار إلى أن التوترات في الشرق الأوسط، إلى جانب الأزمة في أوكرانيا، أدت إلى تقلبات حادة في أسواق الطاقة وأسعار السلع، بالإضافة إلى تأثير بعض الإجراءات مثل الرسوم الجمركية الأميركية على استقرار الأسواق العالمية ونمو الاقتصاد العالمي.
محاور بناء المرونة الاقتصادية حسب معيط
طرح معيط خمسة محاور رئيسية لتحقيق المرونة الاقتصادية:
اقرأ كمان: انفجار سعر الذهب اليوم في السعودية الأربعاء 17 يونيو 2025م في ختام التعاملات
- تعزيز الاستقرار الاقتصادي الكلي: عبر تبني سياسات مالية ونقدية رشيدة ومستدامة، والاستثمار في البنية التحتية، ودعم الابتكار والمشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تشكل دعامة التوظيف والمرونة الاقتصادية.
- تنويع التجارة والاستثمارات: من خلال تنويع الشركاء التجاريين ووجهات الاستثمارات بين أوروبا والمنطقة العربية وإفريقيا، بهدف التقليل من آثار الاضطرابات الجيوسياسية.
- تعزيز التعاون الإقليمي: بإنشاء تحالفات اقتصادية إقليمية قادرة على توفير حماية ضد الصدمات الخارجية وخلق بيئة اقتصادية أكثر استقرارًا وقابلية للتنبؤ.
- تشجيع التنمية المستدامة: خصوصًا في دول الشرق الأوسط وإفريقيا التي تتأثر بشكل كبير بتغير المناخ، من خلال تبني حلول الطاقة المتجددة والزراعة المستدامة والتكنولوجيا الخضراء لتقليل المخاطر وتعزيز الاستدامة على المدى الطويل.
- تقوية الأنظمة المالية: عبر وضع أطر تنظيمية فعّالة، وسياسات مالية مدروسة، وتطوير أدوات مالية قادرة على امتصاص الصدمات.
وشدد معيط على الدور المحوري لصناع السياسات والمؤسسات على المستويات المحلية والإقليمية والدولية في دعم المرونة الاقتصادية من خلال خلق بيئة تشجع على الابتكار والاستثمار وتضمن العدالة الاجتماعية. ودعا إلى تبني نهج استباقي في صنع السياسات يوازن بين التحديات والفرص.
واختتم كلمته مؤكداً أن المرونة الاقتصادية في مواجهة التغيرات الجيوسياسية ليست هدفًا نهائيًا، بل مسارًا مستمرًا يتطلب العمل الجماعي والابتكار. ودعا الحضور إلى التعاون من أجل بناء اقتصادات أكثر مرونة وشمولية واستدامة.