يمكن لإشارة راديو تأتي من الكون المبكر أن تساعدنا في فهم كيفية نشأة كل ما يحيط بنا. هذه الإشارة، المعروفة بإشارة 21 سنتيمترًا، قد تُمكّننا من معرفة كيفية تشكل النجوم والمجرات الأولى، وكيف انتقل الكون من الظلام إلى النور.
صرحت المؤلفة المشاركة أنستازيا فيالكوف من جامعة كامبريدج في بيان لها: “هذه فرصة فريدة لفهم كيف انبثق أول ضوء في الكون من العتمة. إن الانتقال من كون بارد ومظلم إلى كون مليء بالنجوم هو قصة بدأنا نفهمها مؤخرًا”.
ممكن يعجبك: تردد قناة الوسط الليبية Alwasat TV 2025 وأهم المعلومات عنها
تفاصيل إشارة الكون
تصلنا هذه الإشارة منذ أكثر من 13 مليار سنة، وذلك بعد مئة مليون سنة فقط من الانفجار العظيم. يأتي هذا التوهج الخافت من ذرات الهيدروجين التي تملأ الفراغ بين المناطق التي تتشكل فيها النجوم.
يعتقد العلماء الآن أنهم سيتمكنون من استخدام طبيعة هذه الإشارة لفهم الكون المبكر بشكل أفضل. سيتم ذلك باستخدام هوائي راديو يُعرف باسم REACH – تجربة الراديو لتحليل الهيدروجين الكوني – والذي سيعمل على التقاط إشارات الراديو لجمع بيانات حول بدايات الكون.
مقال له علاقة: وفاة شقيق حسن يوسف بعد 8 شهور من رحيله
لفهم كيفية عمل هذا المشروع بشكل أفضل، ابتكر الباحثون نموذجًا يتنبأ بقدرة REACH، بالإضافة إلى مشروع آخر يُسمى “مصفوفة الكيلومتر المربع”، على توفير معلومات حول كتل النجوم الأولى وتفاصيل أخرى عنها.
قال البروفيسور فيالكوف: “نحن أول فريق يقوم بنمذجة متسقة تعتمد على إشارة 21 سنتيمترًا لدراسة كتل النجوم الأولى، بما في ذلك تأثير ضوء النجوم فوق البنفسجي وانبعاثات الأشعة السينية الناتجة عن موت النجوم الأولى”.
تستند هذه الرؤى إلى عمليات محاكاة تُدمج الظروف البدائية للكون، مثل تركيبة الهيدروجين والهيليوم الناتجة عن الانفجار العظيم.
تنبؤاتنا لها آثار كبيرة على فهمنا لطبيعة النجوم الأولى في الكون، حيث نقدم أدلة على أن تلسكوباتنا الراديوية يمكن أن تُطلعنا على تفاصيل حول كتلة تلك النجوم الأولى، وكيف كانت هذه الأضواء المبكرة مختلفة تمامًا عن نجوم اليوم.
تعتبر أهمية هذه التلسكوبات الراديوية، مثل REACH، بمثابة بوابة لكشف أسرار الكون الناشئ. وتعتبر هذه التنبؤات أساسية لتوجيه عمليات الرصد الراديوي التي نجريها من منطقة كارو في جنوب إفريقيا.