جهود المعهد القومى للاتصالات في التدريب والتطوير
قال الدكتور أحمد خطاب، مدير المعهد القومى للاتصالات، إن المعهد ينفذ أكثر من ٢٠ مبادرة قومية تستهدف النشء والخريجين، بهدف تدريبهم على مجالات الذكاء الاصطناعى، شبكات الجيل الخامس، والأمن السيبرانى. تشمل هذه المبادرات التدريب من أجل التوظيف، دعم العمل الحر، وبناء كوادر متخصصة في تكنولوجيا المستقبل.
وأضاف أن التدريب لا يقتصر على التخصصات التقنية فقط، بل يشمل خريجى معظم الكليات الأخرى. كما أوضح أن البرامج التدريبية تصل إلى جميع المحافظات من الإسكندرية إلى أسوان، مشيرًا إلى قصص نجاح لشباب من أسوان حصلوا على وظائف عن بُعد مع شركات يابانية، وآخرين من الشرقية انضموا لشركات سويسرية.
اقرأ كمان: غرفة القاهرة تنظم ملتقى أعمال اقتصادي بين مصر وروسيا اليوم
ما أبرز جهود المعهد القومى للاتصالات حاليًا؟
المعهد القومى للاتصالات هو أحد أذرع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وينفذ استراتيجية الدولة في التحول الرقمي وبناء القدرات البشرية. يعمل المعهد على تنفيذ أكثر من ٢٠ مبادرة تستهدف فئات مختلفة من المجتمع، من النشء إلى الخريجين، في مجالات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعى، شبكات الجيل الخامس، والأمن السيبرانى.
لم يعد دور المعهد يقتصر على التدريب الأكاديمي فقط، بل أصبح مركزًا متكاملاً لتطوير الكفاءات، تقديم الاستشارات التكنولوجية، والبحث العلمي. تشمل المبادرات مسارات متعددة مثل التدريب من أجل التوظيف، دعم العمل الحر، بناء كوادر في مجالات تكنولوجيا المستقبل، وتنمية المهارات الرقمية لموظفي الدولة والقطاع الخاص.
على سبيل المثال، يتم تنفيذ برامج تدريبية متخصصة لبناء المهارات اللازمة لوظائف المستقبل، مثل الذكاء الاصطناعى، الأنظمة المدمجة، الحوسبة السحابية، وشبكات الاتصالات الحديثة. كما يُرفع وعي المجتمع بأهمية الأمن السيبرانى من خلال برامج توعوية وتدريبية للنشء والأسر عبر أكاديمية الأمن السيبرانى التي أطلقها المعهد.
كيف يجرى تنفيذ برنامج التدريب من أجل التوظيف؟
يُعتبر برنامج التدريب من أجل التوظيف واحدًا من أبرز برامج المعهد، مدته ٤ أشهر، ويُنفذ بالتعاون مع أكثر من ٧٤ شركة متخصصة مصرية وعالمية من القطاع الخاص. يبدأ البرنامج بتحديد احتياجات سوق العمل مع هذه الشركات، ثم يتم تصميم المناهج التدريبية بالتعاون مع خبراء من الشركات والمعهد.
يحصل المشاركون على تدريب عملي مكثف، بالإضافة إلى شهادات دولية عبر شراكات المعهد مع ١٣ أكاديمية عالمية. يخضع المتدربون لمقابلات تقييم في اللغة الإنجليزية، المهارات التقنية، والمهارات الشخصية. بعد انتهاء التدريب النظري، يخضع المشاركون لتدريب عملي لمدة شهر داخل الشركات.
يُحقق البرنامج نسبة توظيف تجاوزت ٩١.٣٪، وذلك بدون دعاية، لأن الشركات تشارك في بناء المتدرب منذ البداية وتكون مستعدة لتوظيفه فورًا.
من نفس التصنيف: سعر الذهب اليوم في مصر مع تحركات محدودة 25 جنيهًا
هل البرامج موجهة فقط لخريجي كليات الهندسة والحاسبات؟
لا، البرامج لا تقتصر على التخصصات التقنية فقط، بل تشمل خريجي معظم الكليات الأخرى مثل التجارة، السياحة، التربية النوعية وغيرها. على سبيل المثال، برنامج «وظيفة-تك»، الذي يُنفذ بالتعاون مع بنك ناصر الاجتماعي، يؤهل خريجي التجارة للعمل في نظم إدارة المؤسسات «ERP» ويحقق نسبة توظيف تتجاوز ٩٥٪.
يعكس هذا حرص المعهد على تقديم حلول تدريبية مناسبة لجميع التخصصات والفئات، لتأهيلهم للسوقين المحلية والعالمية.
هل يصل التدريب لكل المحافظات أم يقتصر على القاهرة؟
يوجد توجيه واضح من الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بعدم تمركز التدريب في القاهرة فقط. لذا، يتواجد المعهد في جميع محافظات الجمهورية من خلال مراكز «إبداع مصر الرقمية – كريتيفا» التابعة لوزارة الاتصالات، والتي تعمل كبيئات حاضنة للكفاءات.
يؤمن المعهد بأن أبناء مصر في كل مكان يستحقون فرصًا متكافئة، لذلك تُقدم برامج تدريبية بنفس الجودة في جميع المحافظات، من أسوان إلى الإسكندرية.
ما تفاصيل مبادرة «شباب مصر الرقمية»؟
مبادرة «شباب مصر الرقمية» المعروفة بـ «i-Lance» تستهدف دعم الشباب الباحثين عن فرص في سوق العمل الحر. بدأ المعهد بدراسة شاملة للوظائف المتاحة على منصات العمل الحر العالمية، وحدد المهارات المطلوبة بدقة.
يتم تدريب المشاركين على المهارات التقنية مثل الذكاء الاصطناعي، البرمجة، تطوير المواقع، والتصميم الإلكتروني، بالإضافة إلى تدريبهم على إنشاء حسابات احترافية، تسويق خدماتهم، وإدارة أعمالهم عبر الإنترنت.
تلتزم الشركات الشريكة بتقديم جلسات تدريبية لمدة أسبوع، تليها فترة دعم فني وتوجيه لمدة شهرين. تجاوزت نسبة الحصول على أعمال تقنية حرة «GIGs» ٧٦٪ من المتدربين خلال فترة الدعم والتوجيه.
هل هناك أمثلة على نجاح البرنامج؟
نمتلك قصص نجاح ملهمة، منها شباب من أسوان حصلوا على فرص عمل عن بُعد مع شركات يابانية، وآخرون من الشرقية عملوا مع شركات سويسرية. كما انضم خريجو كليات مثل التربية النوعية والسياحة والفنادق إلى سوق العمل الحر، مما يؤكد أن العمل الحر أصبح متاحًا لجميع التخصصات طالما توفر المهارة.
ما الدعم الذي يوفره المعهد للمتدربين؟
تم توقيع اتفاقية مع بنك ناصر الاجتماعي لتوفير قروض ميسرة تمكن الطلاب من شراء أجهزة كمبيوتر محمولة بمواصفات تقنية عالية تساعدهم في الدراسة وأداء العمل الحر. تُقدم هذه القروض بشروط ميسرة ومتاحة عبر موقع المعهد، مع تقديم الدعم لمساعدة الشباب في الاستفادة من هذه الفرص دون أعباء مالية كبيرة.
كيف يمكن للشباب التواصل معكم؟
بالإضافة إلى الموقع الرسمي للمعهد، توجد حضور نشط على منصات التواصل الاجتماعي الشهيرة مثل «فيسبوك، تليجرام، لينكد إن، ويوتيوب». يتم نشر تفاصيل البرامج، الفئات المستهدفة، الشروط، وخطوات التقديم بشكل دوري.
كما بدأ العديد من صناع المحتوى في التحدث عن برامج المعهد، مما يعكس تأثير جهود المعهد ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على أرض الواقع.
هل توجد برامج خاصة بموظفي الحكومة والقطاع الخاص؟
نعم، بالتعاون مع قطاع التطوير المؤسسي في الوزارة، يُقدم المعهد برامج احترافية لموظفي الجهاز الإداري للدولة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، البنية التحتية التكنولوجية، التحول الرقمي، الأمن السيبراني، وتحليل البيانات.
كما أُطلق برنامج عام لتعليم أدوات الذكاء الاصطناعي موجه لجميع فئات الشعب المصري الذين يستخدمون هذه الأدوات بالفعل في أعمالهم.
ما دور المعهد في المناطق التكنولوجية؟
يمتلك المعهد تواجدًا في المناطق التكنولوجية الرئيسية مثل بني سويف وأسيوط، حيث يُنفذ رؤية وزارة الاتصالات بتأسيس منظومة متكاملة تشمل التدريب، الابتكار، التصنيع، والتشغيل. تُسهم هذه المناطق في توفير فرص تدريب عملي حقيقية من خلال ربط المتدربين بالشركات داخل نفس البيئة.
ما الذي يلهمك للاستمرار في دعم الشباب والتعليم رغم التحديات؟
رؤية شاب يبدأ من الصفر ويصل إلى العالمية هو الحافز الأكبر. أشعر أننا نترك أثرًا حقيقيًا في حياة الناس، وهذا هو جوهر الرسالة التي نعمل من أجلها.
ما نصيحتك للشباب؟
أنصح كل شاب بأن يطور نفسه باستمرار، حتى لو لم يُطلب منه ذلك، لأن العالم يتغير بسرعة، والمهارات التي تمتلكها اليوم قد لا تكون كافية غدًا. التعلم المستمر هو السبيل الوحيد للبقاء في المقدمة. لا تنتظر الفرصة بل اصنعها بنفسك.
وأؤكد أن النجاح الحقيقي هو أن تكون مفيدًا لنفسك ولمجتمعك في الوقت نفسه.
ما أبرز جهود المعهد في مجال الأمن السيبرانى؟
أطلق المعهد أكاديمية «الأمن السيبرانى للنشء» لتوعية الأطفال والشباب بخطورة الاستخدام غير الآمن للإنترنت. بدأت الأكاديمية كمبادرة توعوية ثم تطورت لتصبح برنامجًا تدريبيًا احترافيًا يستهدف اكتشاف المواهب ودعمها.
تستهدف الأكاديمية الفئة العمرية من ١٢ سنة وحتى خريجي الجامعات، مقسمة إلى ثلاث مراحل. كما توجد برامج مهنية للعاملين في الحكومة والقطاع الخاص في مجال الأمن السيبرانى، تُقام بعضها خلال عطلات نهاية الأسبوع لتناسب أوقات العمل.