أشار الكاتب الصحفي جمال رائف إلى أن المشهد السياسي الدولي قد دخل مرحلة معقدة للغاية بعد الضربة الأمريكية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية، حيث فقدت الولايات المتحدة مصداقيتها كطرف تفاوضي، وذلك بعد خرقها للهدنة التي أعلنتها بنفسها واستخدام القوة دون انتظار ردود الفعل.
مقال له علاقة: نتنياهو يؤكد أن إسرائيل تدفع ثمنًا باهظًا جراء العمليات ضد إيران
وأوضح جمال رائف في تصريحات له أن الضربات الأمريكية قد أربكت المشهد التفاوضي بشكل كامل، مشيرًا إلى أن الداخل الإيراني لن يقبل الدخول في مفاوضات في ظل الانكسار والخسائر الكبيرة، سواء على مستوى البنية التحتية أو الخسائر البشرية.
اقرأ كمان: حماس تطالب بمحاسبة نتنياهو إثر تصريحاته حول وقف إطلاق النار
وفيما يتعلق بإمكانية التدخل الدولي، أشار جمال رائف إلى أن روسيا قد تدخلت بالفعل دبلوماسيًا لمنع استهداف مواقع حساسة مثل مفاعل بوشهر، بينما لن تخاطر الصين بدخول مواجهة مفتوحة تهدد مصالحها التجارية والاقتصادية مع واشنطن، مؤكدًا أن حسابات القوى الكبرى تتم بناءً على المصالح وليس العواطف.
وأضاف جمال رائف أن الولايات المتحدة ارتكبت خطأً استراتيجيًا بتكرار سلوكيات إدارات سابقة، معتبرًا أن الضربة الأخيرة تعكس انحيازًا أمريكيًا واضحًا لإسرائيل، ومحاولة لإظهار القوة ليس فقط لتعطيل البرنامج النووي الإيراني، بل لإجبار طهران على الجلوس إلى طاولة التفاوض من موقع ضعف، وهو ما يبدو مستبعدًا في الوقت الحالي.
وفيما يخص السيناريوهات القادمة، حذر جمال رائف من إمكانية استخدام إيران لمضيق هرمز كورقة ضغط، مما قد يؤدي إلى أزمة عالمية في أمن الطاقة، خاصة مع التوترات الحالية في البحر الأسود وبحر الصين الجنوبي، وختم بأن الخيار العسكري سيظل مطروحًا هذا الأسبوع، على الأقل حتى تسعى إيران لتحقيق “نصر رمزي” يعيد لها توازنها الداخلي والإقليمي.