صدمة في كشف سيد الأبنودي لـ”راديو مصر” كواليس إدارة أزمة الغاز والتغلب عليها

كواليس إدارة أزمة الغاز من داخل غرفة العمليات

قال الأبَنودي إن وزارة البترول لم تنتظر تفاقم التحديات، بل بدأت منذ عدة أشهر في تنفيذ خطة استباقية ترتكز على تعزيز مرونة الشبكة القومية للغاز ورفع كفاءة البنية التحتية، مع التركيز على تأمين مصادر إمداد بديلة. جاء ذلك في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتوقف إمدادات الغاز القادمة من الشرق بسبب الصراع بين إيران وإسرائيل.

وأوضح الأبَنودي أن الوزير المهندس كريم بدوي قام بجولة ميدانية لمتابعة استعدادات سفينة التغييز الجديدة “ENERGOS ESKIMO” في ميناء العين السخنة، مُشيرًا إلى أن هذه السفينة تمثل ثالث وحدات التغييز الحديثة التي تدخل الخدمة في مصر.

وأضاف: “تمنح هذه السفن مصر مرونة غير مسبوقة في مواجهة أي تعطل مفاجئ في الإمدادات، إذ تتيح استقبال الغاز المسال من أي مصدر عالمي وإعادة ضخه مباشرة في الشبكة القومية”.

وأشار الأبَنودي إلى أن خطة الطوارئ التي أطلقتها الوزارة شملت خفض ضخ الغاز لبعض الأنشطة الصناعية غير الحيوية، وزيادة الاعتماد المؤقت على المازوت والسولار لتشغيل محطات الكهرباء، إلى جانب تفعيل غرفة عمليات تتابع الموقف على مدار الساعة وتدخل فورًا إذا دعت الحاجة.

وأكد الأبَنودي أن ما لا يراه المواطن العادي هو حجم الاحترافية والدقة في إدارة المشهد خلف الكواليس، مشيرًا إلى أن التيار الكهربائي ظل مستقرًا في معظم المناطق، ولم تتأثر الخدمات الأساسية، رغم تعقيد الظروف الإقليمية وارتفاع الطلب القياسي على الطاقة.

دور قطاع البترول في الأمن القومي والاقتصاد

وتابع الأبَنودي: “لم يعد قطاع البترول في مصر مجرد قطاع إنتاج، بل تحول إلى لاعب استراتيجي في الأمن القومي والاقتصاد، حيث تسعى مصر لأن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة”.

وأشار إلى اللقاءات الأخيرة التي عقدها وزير البترول مع كبار مسؤولي الطاقة في أوروبا، والتي ناقشت الربط بين البنية التحتية المصرية والأسواق الأوروبية عبر مشروعات الإسالة وإعادة التغييز، في ظل التحولات الجذرية في خريطة الطاقة العالمية.