تتجه الأنظار نحو توقعات متفائلة لأسعار الذهب في عام 2026، حيث أكد بنك “سوسيتيه جنرال” الفرنسي على استمرار تفاؤله بالمعدن الأصفر، رغم التراجع النسبي لأسعار الذهب واستقرارها دون مستوى 3400 دولار للأونصة، محذرًا المستثمرين من التسرع في البيع قبل الوصول إلى السعر المستهدف الذي حدده عند 4000 دولار للأونصة على المدى القريب، مع توقعات ببلوغه 4200 دولار بحلول منتصف 2026.
أسباب التمسك بالذهب
وفقًا للتقرير المحدث لاستراتيجيات المحافظ متعددة الأصول، أكد محللو “سوسيتيه جنرال” أن الذهب لا يزال يمثل ركيزة أساسية للتحوط في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية، وأوضحوا أنهم سيواصلون الاحتفاظ بنسبة 7% من محافظهم الاستثمارية مخصصة للذهب خلال الربع الثالث من هذا العام.
مقال مقترح: استقرت أسعار الدولار والعملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري وفقًا لأحدث بيانات البنك الأهلي المصري
فيما يتعلق بأسباب التمسك بالذهب، أشار البنك إلى الطلب المتزايد من البنوك المركزية عالميًا، بالإضافة إلى تسارع عملية فك الارتباط عن الدولار الأمريكي، كما أن الذهب يمثل أداة قوية للحماية من عدم اليقين الجيوسياسي والتضخم المستتر.
مواضيع مشابهة: سلامة الغذاء في ميناء الإسكندرية يتصدر الرسائل الغذائية الأولى
قال التقرير: “الشراء المستمر من البنوك المركزية مدفوع برغبة متزايدة في تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، وتسريع إزالة الدولرة”، متوقعًا أن تتماسك أسعار الذهب خلال الصيف عند متوسط 3450 دولارًا للأونصة، قبل أن تشهد تسارعًا في الربع الرابع من 2024 وحتى النصف الأول من 2026.
تعزيز التحوط الجيوسياسي
في تطور لافت، قرر البنك تعزيز التحوط الجيوسياسي بإضافة مركز استثماري في النفط بنسبة 3% من المحفظة، تحسبًا لاحتمالات تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران، الذي قد يهدد إمدادات النفط العالمية، وخاصة عبر مضيق هرمز.
كما يتوقع “سوسيتيه جنرال” أن يصل سعر خام برنت إلى 60 دولارًا للبرميل بنهاية 2025، مع متوسط قدره 55 دولارًا خلال عام 2026.
اتجه البنك إلى تعديل الهيكل الاستثماري من خلال تقليص التعرض لأسهم الشركات البريطانية، وزيادة الاستثمار في الأسهم اليابانية والأسواق الناشئة، وبيع سندات الحكومة البريطانية وسندات الشركات مرتفعة العائد، وزيادة حيازة سندات الخزانة الأمريكية المحمية من التضخم (TIPS)، ورغم تراجع مؤشرات التضخم خلال الشهر الماضي، حذر البنك من بقاء المخاطر مرتفعة، مشيرًا إلى عوامل مثل ارتفاع أسعار النفط، وضعف الدولار الأمريكي، والرسوم الجمركية المتزايدة وتأثيرها طويل الأجل، والغموض الاقتصادي العالمي.
توقعات بنك جولدمان ساكس
كشف بنك جولدمان ساكس عن توقعاته بشأن أسعار الذهب، متوقعًا قفزة سعر الذهب إلى 3700 دولار بنهاية هذا العام، مدفوعًا بالطلب القوي من البنوك المركزية، كما تتوقع المؤسسة أن يصل سعر الذهب إلى 4000 دولار بحلول يونيو 2026.
تراجعت المخاوف مؤقتًا من توسع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، إلى جانب تغيرات في سعر صرف الجنيه أمام الدولار نحو هبوط العملة الأمريكية، مما ساهم في تراجع أسعار الذهب في مصر.
زخم الذهب يرتكز على التوترات الجيوسياسية
قفز الذهب بنسبة 30% منذ بداية العام، مسجلاً آخر رقم قياسي له في أبريل، مدعومًا بالطلب على الملاذات الآمنة في ظل السياسات التجارية المربكة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والأزمة المتصاعدة في الشرق الأوسط.
عززت المخاوف المتعلقة بالعجز الأمريكي والأصول المالية، إلى جانب عمليات الشراء المستمرة من البنوك المركزية لتقليل اعتمادها على الدولار، من صعود المعدن الثمين.
قال المحللون في “سيتي”: “نتوقع تراجع الطلب الاستثماري على الذهب في أواخر عام 2025 وخلال عام 2026، حيث نرى أن شعبية ترامب وتعافي النمو في أمريكا قد يعيدان التوازن، خصوصًا مع اقتراب موعد انتخابات التجديد النصفي”.
وأضافوا: “نرى مجالًا واسعًا أمام الاحتياطي الفيدرالي للانتقال من سياسة تقييدية إلى سياسة محايدة”، مما قد يؤدي إلى تماسك الذهب مؤقتًا.
وفق السيناريو الأساسي للبنك، والذي يحمل احتمالاً بنسبة 60%، يُتوقع أن يحافظ الذهب على تماسكه فوق مستوى 3000 دولار للأونصة خلال الربع المقبل، قبل أن يبدأ بالتراجع، وكان سعر الذهب الفوري قد بلغ في آخر تداول نحو 3396 دولارًا.
أما بالنسبة للتوقعات الخاصة بالمعادن الأخرى، أعربت “سيتي” عن نظرة إيجابية قوية تجاه كل من الألمنيوم والنحاس، حيث اعتبر المحللون أن الألمنيوم، باعتباره معدناً خفيف الوزن، “مرتبط بشدة بأي تحسن في النمو العالمي ومعنويات السوق”.