في عالم تتداخل فيه السياسة مع الاستخبارات، وتُستخدم فيه أساليب غير تقليدية في الحروب، تبرز قصة الجاسوسة الإسرائيلية كاثرين بيرز شكدم كواحدة من أكثر العمليات الاستخباراتية جرأة في تاريخ الصراع بين إيران وإسرائيل.
اختراق ناعم في قلب إيران
في وقت كانت الأنظار مُركّزة على التصعيد العسكري بين تل أبيب وطهران، كانت شكدم تنفذ عملية اختراق ناعمة لا تقل خطورة عن أي ضربة جوية. دخلت إيران بجواز سفر فرنسي، وقدمت نفسها كباحثة مسلمة مهتمة بالمذهب الشيعي، متزوجة من يمني، لتبدأ رحلة تسللها إلى عمق المؤسسة الدينية والسياسية الإيرانية.
مقال له علاقة: اعتراف طبي يغير مجريات قضية وفاة ماثيو بيري
أسلوب زواج المتعة
وفقًا لتقارير إعلامية، استخدمت شكدم أسلوب “زواج المتعة” كأداة للوصول إلى شخصيات نافذة مثل رجال الدين والنواب والمسؤولين المقربين من المرشد الأعلى. لم تكن هذه العلاقات مجرد عابرة، بل كانت بوابات إلى أسرار الدولة، التي سُرّبت دون أن تُطلق رصاصة واحدة.
مقال مقترح: سكن لكل المصريين 7 فتح باب حجز شقق الإسكان الاجتماعي لعام 2025 بمقدم 50 ألف جنيه
تسلل إلى وسائل الإعلام
الأخطر من ذلك، أن شكدم لم تكتفِ بالاختراق الاجتماعي، بل تسللت إلى مؤسسات إعلامية تابعة للحرس الثوري، مثل وكالة “تسنيم”. هناك، كتبت مقالات مؤيدة للنظام بينما كانت تجمع معلومات حساسة خلف الكواليس. أحد النواب، بحسب المصادر، أفشى لها تفاصيل جلسة برلمانية مغلقة، فقط لأنها كانت زوجته المؤقتة.
تأثير المعلومات التي جمعتها
تشير تقديرات غربية إلى أن المعلومات التي حصلت عليها شكدم ساعدت في تنفيذ عمليات نوعية داخل إيران، وربما ساهمت في اغتيالات شخصيات فلسطينية بارزة، مثل القيادي في حماس إسماعيل هنية، الذي قُتل في ظروف غامضة بطهران.
دروس من قصة شكدم
قصة شكدم ليست مجرد حادثة تجسس، بل تمثل صفعة استخباراتية تكشف هشاشة منظومة الأمن الإيرانية. تؤكد هذه القصة أن الحروب الحديثة تُخاض بالعقول قبل الأسلحة، وبالاختراقات النفسية والاجتماعية قبل العسكرية.