ألقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، كلمة خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع المهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، في مقر الهيئة العامة للاستثمار. جاء ذلك بمناسبة إطلاق تقرير الاستثمار العالمي الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، الذي يرصد أبرز اتجاهات الاستثمار الأجنبي المباشر على مستوى العالم لعام 2024، ويبرز موقع مصر بين الدول الأكثر جذبًا للاستثمارات، في ضوء الإصلاحات التي نفذتها الحكومة المصرية.
إطلاق تقرير الاستثمار العالمي
في بداية كلمتها، قدمت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي الشكر لوزارة الاستثمار والتجارة الخارجية على استضافتها لهذا الحدث، كما شكرت فريق أونكتاد والأمينة العامة للمؤتمر، ريبيكا جرينسبان، مؤكدة على العلاقة الوثيقة بين مصر والأونكتاد التي تجسدت في إطلاق التقرير العالمي من قلب القاهرة.
وأوضحت «المشاط» أهمية توقيت إطلاق التقرير في ظل حالة عدم اليقين والتقلبات العالمية الراهنة، والتي تفوق تعقيداتها تلك التي كانت أثناء إعداد التقرير. كما أشارت إلى أن نتائج التقرير تعكس واقع عام 2024، مؤكدة أن المنطقة تشهد تحولات جذرية، ومصر عازمة على مواصلة تنفيذ الإصلاحات.
اقرأ كمان: مباريات ريال مدريد في كأس العالم للأندية 2025 وصدام مع الهلال
أكثر الدول جذبًا للاستثمارات الأجنبية
أوضحت الوزيرة أن التقرير أظهر تقدم مصر إلى المرتبة التاسعة عالميًا والأولى في أفريقيا من حيث جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في 2024، بحجم استثمارات بلغ 47 مليار دولار، مقارنة بالمركز 32 عالميًا في 2023 بحجم استثمارات 10 مليارات دولار. يعكس هذا التقدم الأولوية التي توليها الحكومة لجذب الاستثمارات. كما أشارت إلى الأداء الإيجابي لمعدل النمو في الربع الثالث من العام المالي الحالي، الذي تجاوز التوقعات.
تطورات الأوضاع في قارة إفريقيا
نوهت الوزيرة إلى النقاط الإيجابية التي ركز عليها التقرير بشأن تطورات الأوضاع في إفريقيا، خاصة في مصر. وتم تسليط الضوء على صفقة رأس الحكمة كنموذج مبتكر يتضمن شقين: الاستثمار المباشر وآلية تمويل مبتكرة. وأكدت أن هذا النموذج جاء في توقيت حيوي، ويعكس قدرة الدولة على توظيف الأدوات المبتكرة لجذب التمويلات والاستثمارات بما يخدم أولوياتها الوطنية.
شوف كمان: مصطفى العش يعبر عن سعادته بأول لقب مع الأهلي ويكشف تفاصيل إصابته
تعزيز دور القطاع الخاص في تحقيق النمو
أشارت «المشاط» إلى كلمة الأمينة العامة للأونكتاد التي أكدت على أهمية حشد التمويل لصالح القطاع الخاص. وفي هذا السياق، نظمت مصر مؤخرًا مؤتمراً موسعًا حول تمويل التنمية وتعزيز دور القطاع الخاص في تحقيق النمو وتوفير فرص العمل. وأوضحت أن المؤتمر مثّل منصة حقيقية لتفعيل التعاون بين مؤسسات التمويل الدولية والحكومات الوطنية لدعم أجندة الاستثمار والتنمية.
وأكدت أن مصر نجحت خلال السنوات الخمس الماضية في تعبئة أكثر من 15.6 مليار دولار لصالح القطاع الخاص، مشددة على التكامل الوثيق بين التجارة والاستثمار والتنمية، وأن تعزيز الاستثمارات الخاصة والأجنبية يعد من الركائز الأساسية لتحقيق النمو الشامل والمستدام.
وأضافت أن أهمية التقرير لا تقتصر على كونه أداة للرصد فقط، بل يشكل دعوة للعمل تعزز الثقة بين كافة الأطراف الدولية، حيث أن الثقة تمثل العملة الأهم في النظام الدولي. وفي ظل الأزمات المتلاحقة التي تمر بها المنطقة والعالم، فإن الحفاظ على هذه الثقة وتعزيزها يتطلب جهودًا جماعية ورؤية موحدة.
وأشارت إلى أن قضية الفجوة الرقمية تمثل اليوم أحد أكبر التحديات التي تواجه الدول النامية، حيث لم تعد المشكلة مقتصرة على البنية التحتية الرقمية فقط، بل تعقّدت مع دخول الذكاء الاصطناعي، مما يزيد من خطر تخلف بعض الدول عن الركب. وفي الوقت الذي أكدت فيه الأمم المتحدة في 2020 على شعار “ألا نترك أحدًا خلفنا”، فإن هذا الشعار يظل أكثر إلحاحًا اليوم مع التفاوت الكبير في الاستفادة من الثورة التكنولوجية الحديثة.