أثار إعلان شركة ترامب عن أول هاتف ذكي يحمل اسمها “T1” جدلاً واسعاً، حيث أبدى خبراء شكوكهم في مزاعم الشركة بشأن تصنيع الجهاز داخل الولايات المتحدة
كانت الشركة، المملوكة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد كشفت يوم الإثنين عن الهاتف الذهبي اللون الذي سيباع بسعر 499 دولاراً، ويعمل بنظام التشغيل أندرويد التابع لشركة جوجل
ممكن يعجبك: جوجل تطلق نظام أندرويد 16 مع تحسينات كبيرة والميزات الجديدة المتاحة
شكوك حول “صناعة أمريكية”
رغم تأكيدات الشركة بأن الهاتف “مصنوع في الولايات المتحدة”، قال خبراء في صناعة التكنولوجيا إن الجهاز على الأرجح تم تصميمه وسيصنع في الصين، من خلال شركات تصنيع أصلية ODM تتخصص في إنتاج الأجهزة لصالح علامات تجارية أخرى.
وأشار فرانشيسكو جيرونيمو، نائب رئيس شركة IDC للأبحاث، في تصريح لشبكة CNBC إلى أنه “من المستحيل أن يكون الهاتف قد صمم بالكامل من الصفر داخل الولايات المتحدة أو أن يتم تجميعه أو تصنيعه بالكامل هناك، هذا غير ممكن بتاتا”.
ممكن يعجبك: جهاز لوحي متميز يكتسح الأسواق مع مواصفاته وسعره Xiaomi Pad 7S Pro
وأضاف أن الهاتف على الأرجح من إنتاج شركة تصنيع صينية بناءً على مواصفات وضعتها مؤسسة ترامب.
تحليل مشابه قدمه بليك برزيمسكي، المحلل في شركة Counterpoint Research، الذي أكد أن الهاتف “رغم ترويجه كمنتج أمريكي الصنع، إلا أنه يرجح أن يتم إنتاجه مبدئياً بواسطة مصنع صيني”.
وأوضح جيف فيلدهاك، مدير الأبحاث بالشركة ذاتها، أن الولايات المتحدة تفتقر إلى قدرات تصنيع الهواتف الذكية محلياً على نطاق واسع، ما يجعل الاعتماد على سلاسل توريد خارجية أمراً لا مفر منه.
حتى لو تم تجميع أجزاء من الهاتف داخل الولايات المتحدة، فإن أغلب مكونات الهواتف الذكية، بما في ذلك الشاشات والمعالجات والكاميرات، تأتي من دول متعددة.
وفقاً للمواصفات المعلنة، يأتي هاتف T1 بشاشة AMOLED بقياس 6.8 بوصة، وهو نوع من الشاشات تنتجه بشكل رئيسي شركات كورية جنوبية مثل سامسونج وLG، بالإضافة إلى الشركة الصينية BOE.
وبسعر يبلغ 499 دولاراً، من المرجح أن يستخدم الهاتف معالجاً من شركة ميدياتك التايوانية، وفي حال تم استخدام معالج من شركة كوالكوم الأمريكية، فسيظل الإنتاج يتم غالباً في تايوان.
أما الكاميرا المعلن عنها بدقة 50 ميجابكسل، فستتطلب شرائح تصوير، وهي سوق تهيمن عليه شركة سوني اليابانية، رغم وجود منافسين صغار من الصين ودول أخرى.
بعض المكونات قد تكون أمريكية
قد يستخدم الهاتف ذاكرة تصنيعها شركة ماكرون الأمريكية، التي تحتفظ بمصانع في الولايات المتحدة، لكن لا يستبعد أن تزود شركات آسيوية مثل سامسونج الجهاز بهذه القطع أيضاً.
وصرح “فيلدهاك” من Counterpoint قائلاً: “حتى لو توفرت بعض عمليات التصنيع داخل الولايات المتحدة، ستظل الشركة تعتمد على مكونات مستوردة من الخارج”
يأتي إطلاق الهاتف في ظل دعوات متكررة من ترامب سابقاً إلى إعادة تصنيع الإلكترونيات داخل الولايات المتحدة، وتهديده بفرض رسوم جمركية على الأجهزة المستوردة، وهو ما أثار ضغوطاً على شركات مثل آبل.
لذلك، يرى العديد من الخبراء أن تصنيع هواتف مثل آيفون بالكامل داخل أمريكا سيكون أمراً شبه مستحيل، وسيؤدي إلى ارتفاع كبير في التكاليف والأسعار.