افتتح المنتخب السعودي مشاركته في الكأس الذهبية بفوز ثمين على هايتي بهدف نظيف، ليترك بصمته الأولى في البطولة التي يشارك فيها كـ”ضيف” للمرة الأولى.
جاء الهدف عبر ركلة جزاء نفذها صالح الشهري في الشوط الأول، وكان الفوز أكثر من مجرد نتيجة، إذ فتح النقاش حول أهمية المشاركة والفرص التي تحملها للأخضر في هذه المرحلة الحساسة من مسيرته.
من نفس التصنيف: إنريكي يتحدث عن الفوز برباعية وصعوبة مباراة أتلتيكو
يصف المحللون الفنيون هذه المشاركة بالإيجابية، رغم اعترافهم ببعض السلبيات التي ترافقها، أبرزها توقيت البطولة الذي يأتي مباشرة بعد انتهاء موسم شاق في الدوري السعودي، بالإضافة إلى غياب عدد من العناصر الأساسية بسبب وجودهم مع الهلال في كأس العالم للأندية، التي تُقام في الوقت نفسه في الولايات المتحدة.
يعتقد الدكتور خليفة الملحم، اللاعب السابق والمحلل الفني، أن قرار المشاركة بحد ذاته يعد خطوة جيدة، مشيراً إلى أن مستوى المنتخبات المشاركة – باستثناء المكسيك – لا يختلف كثيراً عن الأخضر فنياً، مما يمنح السعودية فرصة للتنافس وكسب الاحتكاك.
ويضيف: “المواجهة المقبلة أمام أميركا، وربما لاحقاً كندا، توفر فرصاً تعليمية مهمة، فهذه منتخبات متطورة تتفوق علينا في بعض الجوانب، لكن مواجهتها تخلق مكاسب لا تُقاس بالنتائج فقط.”
يؤكد الملحم أن توقيت البطولة في نهاية الموسم يؤثر على جاهزية اللاعبين من حيث الحافز البدني والذهني، لكنه يرى الجانب الإيجابي في كونها فرصة لإشراك عناصر جديدة في بيئة تنافسية حقيقية.
مواضيع مشابهة: توتر بين برشلونة وأتلتيك بلباو بسبب نيكو ويليامز مع المطالبة بدفع الشرط الجزائي
ويقول: “نحتاج إلى تجهيز مجموعة بديلة وجاهزة، فالاستحقاقات المقبلة لا تنتظر، وأبرزها الملحق الآسيوي المؤهل لمونديال 2026، بعد أن فقدنا فرصة التأهل المباشر. هذه المشاركات تساعد في بناء الفريق للمراحل القادمة.”
كما أشار الملحم إلى أن الأخضر لم يظهر بمستواه المتوقع في الشوط الأول، رغم تقدمه بالهدف، لكنه تحسن في الثاني بعد تدخلات فنية من المدرب إيرفي رينارد.
كما قلل من تأثير غياب لاعبي الهلال، موضحاً أن حضورهم في التشكيلة الأساسية لم يكن قوياً في الفترة الأخيرة، وبالتالي فإن غيابهم لم يكن له أثر ملحوظ في المباراة الافتتاحية.
من جانبه، قال محمد الضلعان، قائد القادسية السابق والمحلل الفني، إن المنتخب السعودي قدم أداءً منظماً وانضباطياً رغم غياب عدد من نجومه، وأشاد بروح القتال لدى اللاعبين.
وأضاف: “أبرز الإيجابيات كانت الانضباط التكتيكي والروح العالية، حتى وإن كانت التشكيلة جديدة نسبياً. كما أظهر الدفاع تماسكاً في معظم فترات اللقاء، وكانت المباراة فرصة لبعض اللاعبين الشباب للعب تحت الضغط.”
ورغم الإيجابيات، رصد الضلعان مجموعة من السلبيات الفنية، أبرزها غياب الفاعلية الهجومية، وضعف صناعة اللعب في الثلث الأخير، بالإضافة إلى البطء في نقل الكرة والحاجة إلى مزيد من الهدوء والثقة في التعامل مع الكرات الحاسمة.
لكنه عاد ليؤكد أن المشاركة ليست مجرد مباراة أو بطولة، بل هي خطوة استراتيجية نحو بناء منتخب قادر على المنافسة في كأس آسيا والتصفيات النهائية لكأس العالم.
بينما يستعد الأخضر لمواجهة أمريكا في الجولة المقبلة، تبقى هذه المشاركة تحت المجهر، ليس فقط لنتائجها، بل لأنها محطة هامة لاكتشاف عناصر جديدة، وتهيئة فريق قادر على العودة إلى مونديال 2026، ولو من بوابة الملحق.