منطقة الشرق الأوسط تشهد توترات والذهب يعيد تشكيل الأسواق العالمية والمحلية

مع تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا عالميًا، حيث أثارت المخاوف من تفاقم النزاع العسكري بين إسرائيل وإيران أهمية المعدن الأصفر كملاذ آمن خلال الأزمات الدولية، وأوضح جون لوكا، تاجر ذهب، أن استمرار الصراع في الشرق الأوسط سيؤدي إلى زيادة أسعار الذهب على الصعيدين العالمي والمحلي، مع تزايد الإقبال على المعدن كوسيلة للتحوط من المخاطر.

وأشار لوكا إلى أن أسعار الذهب في الأسواق العالمية شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في الأيام الأخيرة، حيث تجاوزت حاجز 3400 دولار للأوقية، وهو مستوى تاريخي غير مسبوق، نتيجة حالة الذعر التي سادت بين المستثمرين بعد تصاعد التصريحات العسكرية وتبادل الضربات بين الجانبين، وفي ظل غياب أي أفق للتوصل إلى تهدئة.

كما لفت إلى أن المتعاملين في بورصات المعادن النفيسة قاموا بتعزيز مراكزهم الشرائية، في ظل توقعات بأن يمتد النزاع ويؤثر على سلاسل الإمداد العالمية، بالإضافة إلى تراجع شهية المخاطرة في الأسواق المالية، ما أدى إلى تسارع عمليات شراء الذهب.

وتأثرت سوق الذهب المصري بشكل مباشر بالاضطرابات العالمية، حيث شهدت الأسعار زيادات حادة خلال فترة زمنية قصيرة، مدعومة بانخفاض قيمة الجنيه المصري، وزيادة الطلب المحلي على السبائك والجنيهات.

قال لوكا: “الذهب يتداول حاليًا فوق 3400 دولار للأوقية، ومع تصاعد التوترات وعدم وجود بوادر تهدئة، فإن منحنى الأسعار مرشح للاستمرار في الصعود، خاصة أن الأسواق تعاني من حالة عدم يقين شديدة”.

وحذر لوكا من أن السوق المصري قد يشهد موجة من التقلبات نتيجة ضعف الجنيه وتزايد الضغوط التضخمية، مشيرًا إلى أن هذه العوامل ستؤدي إلى مزيد من الارتفاع في الأسعار المحلية.

وأضاف: “الارتفاع الكبير في أسعار الذهب قد يؤدي إلى تباطؤ في حركة الشراء داخل سوق المشغولات، حيث يفضل المواطنون شراء السبائك والجنيهات التي لا تتضمن تكاليف مصنعية مرتفعة، بهدف الحفاظ على قيمة أموالهم واستثمارها”.

كما أشار إلى أن بعض المصانع بدأت بالفعل بتقليص هامش المصنعية في محاولة لجذب الزبائن، غير أن الطلب على المشغولات الذهبية سيبقى محدودًا خلال الفترة المقبلة.

توقع لوكا أن تشهد السوق المصرية في الفترة المقبلة ندرة في المعروض من الذهب، نتيجة تقييد الاستيراد وارتفاع الأسعار العالمية، ما قد يؤدي إلى تفاقم الفجوة بين سعر البيع وسعر الشراء.

وأكد على أهمية التروي في اتخاذ قرارات البيع أو الشراء، خاصة مع استمرار التذبذب الشديد في الأسعار، ونصح المواطنين بمراقبة السوق عن كثب، واللجوء إلى الذهب الخام كأداة استثمارية، وتجنب المشغولات ذات التكاليف الإضافية المرتفعة.

وأشار لوكا إلى أن التطورات الأخيرة تؤكد أن الذهب لا يزال يمثل أحد أقوى الأصول الدفاعية في أوقات الحروب والاضطرابات السياسية، ومع اشتعال الأوضاع بين إسرائيل وإيران، تزايدت التوقعات بوصول الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة، ما يدفع الأفراد والمستثمرين على حد سواء لإعادة ترتيب أولوياتهم الاستثمارية.

أضاف، وفي ظل هذه المعطيات، تظل مرونة التعامل مع السوق، وحسن توقيت الشراء والبيع، والاختيار الذكي لنوعية الذهب—سواء سبائك أو جنيهات—هي العوامل الفاصلة التي تحدد مكاسب أو خسائر المواطنين والمستثمرين خلال هذه المرحلة الحساسة.