قفزة نوعية في صناعة الغزل
كشف المهندس أشرف بدوي، خبير صناعة الغزل، عن تحقيق قفزة عالمية مميزة وغير مسبوقة، حيث تمكنت مصر من الوصول إلى أعلى مستوى من الجودة. وقد شهدت الأسواق الآسيوية، خاصة باكستان والهند، إقبالاً كبيراً على شراء الخيوط الرفيعة المصنعة من القطن المصري، مما ساهم في تحقيق تميز ملحوظ في الأسواق العالمية.
تميز غزل المحلة عالميًا
أضاف بدوي أن “غزل المحلة” نجحت لأول مرة في التميز عالميًا من خلال تحقيق أعلى مستويات الجودة للخيوط الرفيعة المصنوعة من القطن المصري طويل التيلة. ويُعتبر هذا النجاح سابقة تاريخية لمصر، حيث عمل الرئيس عبد الفتاح السيسي على تبني مشروعات الغزل والنسيج، مما منحها أولوية قصوى عبر تجديدها وتحديثها بأحدث التكنولوجيا، وهو ما لم يحدث منذ عقود. كانت هذه الصناعة مهددة بالانهيار بسبب الإهمال.
مواضيع مشابهة: <p><strong>تراجع سعر الدولار أمام الجنيه تدريجياً مع زيادة التدفقات النقدية</strong></p>
استعادة الروح للصناعة
عادت الروح لهذه الصناعة من خلال افتتاح مجمع الروبيكي، ثم مجمع المحلة العملاق، الذي يُعتبر أكبر مصنع عالمي لإنتاج الخيوط الرفيعة من حيث كمية الإنتاج والجودة. كما يستمر العمل على تشغيل المجمعات الكبرى الأخرى في كفر الدوار ودمياط والمنيا وصعيد مصر ومختلف أنحاء الجمهورية.
تجدر الإشارة إلى أن مجمع المحلة الكبرى للغزل يضم نحو 300 ألف مردن غزل، بطاقة إنتاجية تصل إلى 54 طنًا يوميًا عند استكمال تشغيل مصنع 6، بينما تصل إجمالي المبيعات اليومية إلى حوالي 378 ألف دولار.
على الرغم من أن عدد المرادن في القطاع الخاص يبلغ نحو 500 ألف مردن، إلا أن مجمع المحلة العملاق يتميز بعدة مزايا تجعله في الصدارة. أول ما يميز هذا المجمع هو الوصول إلى أعلى مستوى من الجودة المتميزة عالميًا، وهي جودة غير متوفرة في مصانع الدول المنافسة. وتُعتبر هذه الخطوة بداية نجاح المشروع العملاق وضمان تفوقه على المدى الطويل.
ممكن يعجبك: مصر توقف مصانع الأسمدة لتجنب تخفيف الأحمال بسبب الحرب الإيرانية الإسرائيلية
ميزات فريدة للمجمع
يشير بدوي إلى أن المجمع يتمتع بميزة فريدة أخرى، وهي وجود مرحلة “حريق الوبرة” أو ما يُعرف بـSinging، بالإضافة إلى مرحلة “التحرير” أو Mercerization، التي تنتج خيوطًا محروقة ومحررة ناعمة ولامعة. هذه الخيوط تحظى بطلب مرتفع في الأسواق العالمية، خاصة التركية، حيث تُستخدم في المفروشات التي تتسم بالنعومة واللمعان والمتانة، إلى جانب قدرتها العالية على امتصاص الصبغات، وهي ميزة لا تتوفر في معظم المصانع الأخرى.
علاوة على ذلك، يتميز مجمع المحلة بوجود مهارات وخبرات عالية اكتسبها العاملون فيه على مدى سنوات طويلة، مما يعزز مكانة هذه القلعة الصناعية الكبرى.
تزايد الطلب العالمي
في الآونة الأخيرة، استطاع مشروع غزل المحلة الجديد جذب اهتمام الأسواق العالمية والآسيوية، حيث تم بيع كامل المخزون من الخيوط الرفيعة. كما زادت القيمة المضافة من خلال تصنيع هذه الخيوط إلى منتجات نهائية مثل الملايات والمفروشات الفاخرة التي تتميز بها الأقطان المصرية، والتي نجحت الشركة في تصديرها مجددًا للأسواق العالمية.
يشير البعض إلى أن غزل المحلة تبيع الخيوط بأسعار أقل من المنافسين، وهو فهم خاطئ. فتكلفة تشغيل الأقطان تُحسب بناءً على معامل الفاقد أو ما يُعرف بـWaste Factor %، وليس وفقًا لما يُعرف بـCotton Factor %. حيث يُخصم من تكلفة القطن نسبة العوادم المُباعة، والتي تمثل من 15% إلى 20% من السعر.
يوضح بدوي أنه عند تشغيل الخيوط الرفيعة بنسبة عوادم 35%، يصبح معامل القطن 1.35، مما يعني أن كل كيلو و350 جرامًا من القطن ينتج كيلو غزل فقط. وتُعتبر هذه حسبة فنية خاطئة، لأننا نستفيد من بيع العوادم.
إذا كان سعر كيلو قطن “جيزة 94” يبلغ 240 جنيهًا، وكان متوسط سعر كيلو العوادم 50 جنيهًا، فإن العوادم تمثل نسبة 20.83% من سعر القطن. وعليه، تصبح التكاليف الحقيقية محسوبة على أساس:
Waste Factor = 1.14.
أي أن الهالك الفعلي من القطن يمثل 14% فقط، وليس 35%.
جدل حول احتساب التكلفة
يؤكد بدوي أن هناك جدلًا علميًا حول طرق احتساب تكلفة الغزول، خاصة فيما يتعلق بحساب تكاليف القطن، والتي تمثل ما بين 65% إلى 68% من التكلفة الكلية لسعر المنتج النهائي.
أولاً: معامل القطن أو ما يسمى Cotton Factor:
وهو نسبة كمية القطن المستخدم إلى كمية الغزل الناتجة. في حالة الغزول الرفيعة الممشطة، غالبًا ما تكون نسبة العوادم 35%، مما يجعل معامل القطن:
Cotton Factor = 1.35.
أي أن كل طن و350 كيلوجرامًا من القطن ينتج طن غزل نهائي. ولكن هذه الطريقة تُهمل الفائدة الاقتصادية من بيع العوادم، وبالتالي لا تعكس التكلفة الفعلية، مما يجعل استخدام معامل العوادم Waste Factor أكثر دقة في تحديد تكلفة التشغيل الحقيقية.
أي أن كل طن و350 كيلو جرامًا من القطن ينتج طن غزل نهائي. أما الحساب العلمي الفعلي، فيعتمد على ما يُسمى معامل العوادم أو Waste Factor، حيث عادةً ما تُباع تلك العوادم بسعر متوسط يبلغ 50 ألف جنيه للطن، بينما يبلغ متوسط سعر طن الأقطان 240 ألف جنيه. وبالتالي، تمثل قيمة العوادم نحو 7.2% من قيمة القطن المُدخل إلى الماكينات.
يصبح معامل العوادم، أو ما يُسمى Waste Factor = 1.28، أي أن كل طن و280 كيلو جرامًا من القطن ينتج طن غزل، بعد خصم قيمة بيع العوادم.
وعند احتساب التكاليف الكلية للخامة، شاملاً العوادم، تصبح تكلفة طن القطن 307 آلاف جنيه، وليست 324 ألف جنيه كما تُحسب بالطريقة غير العلمية والخاطئة. وهذا يعني أن تكلفة القطن الحقيقية تقل بنحو 17 ألف جنيه للطن بعد احتساب العائد من بيع العوادم.
بفضل هذا الأسلوب العلمي في إدارة التكلفة، استطاعت شركة غزل المحلة ومجمع المحلة العملاق التميز عالميًا، وتقديم أسعار غزل منافسة للأسواق العالمية، مما زاد من حجم الطلب العالمي، إلى جانب التفوق في تحقيق أعلى مستويات الجودة عالميًا.