أعلن صندوق النقد الدولي عن نيته مراجعة أهداف برنامج الإصلاح الاقتصادي في غانا، وذلك في ضوء التطورات الأخيرة التي كان أبرزها الارتفاع الملحوظ في قيمة العملة المحلية “السيدي” مقابل الدولار.
وذكرت منصة “بيزنس إنسايدر إفريقيا” أن جولي كوزاك، مديرة الاتصالات في صندوق النقد الدولي، أكدت خلال مؤتمر صحفي في العاصمة الأمريكية واشنطن أن التقييمات المقبلة لبرنامج غانا ستأخذ بعين الاعتبار التطورات المالية والاقتصادية الحالية، بما في ذلك التغيرات في سعر الصرف.
مواضيع مشابهة: هل ستشهد فترة ترامب تقلبات اقتصادية كبيرة؟ خبير يوضح
وأظهرت بيانات البنوك التجارية أن العملة الغانية قد ارتفعت بأكثر من 40% أمام الدولار منذ بداية عام 2025، حيث استقر سعر الصرف عند 10.26 “سيدي” للدولار بنهاية أبريل، وفقًا لأرقام البنك المركزي، وأشارت كوزاك إلى أنهم يراجعون هذه التطورات جميعها ضمن البرنامج، بما في ذلك تطورات سعر الصرف، مضيفة أن مراجعة التقلبات الأخيرة في سعر العملة ستؤخذ بعين الاعتبار في التقييمات المقبلة لضمان بقاء الأهداف “ملائمة وقابلة للتحقيق”.
يرتكز برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تنفذه غانا بدعم من “التسهيل الائتماني الممدد” على ثلاث ركائز رئيسية تشمل استعادة الاستقرار الاقتصادي الكلي، وضمان استدامة الدين العام على المدى الطويل، ووضع الأسس لنمو اقتصادي قوي وشامل.
ومن بين الأهداف المحورية في البرنامج، خفض نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى 55% بحلول نهاية عام 2028، لكن بيانات بنك غانا أظهرت أن البلاد تمكنت بالفعل من تحقيق هذا الهدف بحلول أبريل 2025، أي قبل الموعد المستهدف بثلاث سنوات، ويعود الفضل في ذلك إلى التقدير القوي لسعر صرف “السيدي”.
مواضيع مشابهة: 22 قرار إزالة لمخالفات البناء والتعديات في دمياط الجديدة والسادات والساحل الشمالي
وكشفت كوزاك أن المجلس التنفيذي للصندوق سيعقد اجتماعًا خلال الأسبوع الأول من يوليو 2025 لتقييم التقدم المحرز في برنامج الإصلاح، وفي حال الموافقة، ستحصل غانا على دفعة جديدة بقيمة 370 مليون دولار، ليصل إجمالي الدعم المقدم بموجب البرنامج منذ مايو 2023 إلى 2.4 مليار دولار، وفي تصريحات له خلال منتدى للبنك الإفريقي للتنمية في كوت ديفوار، أكد الرئيس الغاني جون دراماني ماهاما أن قوة “السيدي” أسهمت في خفض الدين العام بنحو 150 مليار “سيدي”، مشيرًا إلى أن سعر الصرف الحقيقي للعملة يتراوح حاليًا ما بين 10 و12 “سيدي” للدولار.
كما تجاوزت غانا هدف الاحتياطات الدولية المنصوص عليه في اتفاق الصندوق، حيث بلغت احتياطيات النقد الأجنبي بنهاية أبريل 2025 نحو 10.6 مليار “سيدي”، ما يعادل 4.7 أشهر من واردات البلاد، وهو رقم أعلى بكثير من الحد الأدنى المتفق عليه مع الصندوق.
في سياق متصل، أكد الرئيس ماهاما أن حكومته لا تعتزم تمديد البرنامج beyond موعده الرسمي في مايو 2026، في خطوة تعكس الثقة في المسار الاقتصادي الحالي للبلاد، وينظر إلى التقدم السريع في تنفيذ برنامج الإصلاح، مدفوعًا بانتعاش العملة المحلية وزيادة الاحتياطي، على أنه نقطة تحول إيجابية تعزز موقع غانا في الأسواق الدولية.