الضربات الجوية تثير مخاوف عالمية والأسواق تستعد للأسوأ

أدى التصعيد الحاد بين إسرائيل وإيران إلى توتر شديد في الأسواق العالمية. حيث يتخذ المستثمرون احتياطاتهم ضد سيناريوهات أكثر سوءًا في الشرق الأوسط، مما يدفعهم إلى الانسحاب من الأصول عالية المخاطر والاتجاه نحو أدوات استثمارية أكثر أمانًا مثل الذهب والدولار الأمريكي.

أكدت إسرائيل صباح الجمعة تنفيذ غارات جوية مكثفة على مواقع حساسة في إيران، بما في ذلك منشآت نووية ومواقع لإنتاج الصواريخ، بالإضافة إلى اغتيال شخصيات عسكرية بارزة. وقد بررت تل أبيب هذه العمليات بأنها جزء من استراتيجية تهدف إلى إعاقة جهود طهران في تطوير سلاح نووي.

في المقابل، ردت إيران بإطلاق صواريخ على مواقع متعددة في إسرائيل، بما في ذلك قرب وزارة الدفاع. وقد أدى ذلك إلى زيادة توقعات السوق، مما تسبب في ارتفاع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة خلال بضعة أشهر.

أسعار النفط تقفز إلى أعلى مستوى لها في أشهر

ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 14% يوم الجمعة، وسط مخاوف من أن النزاع العسكري قد يؤثر على إمدادات الطاقة، خاصة في ظل التهديدات المتكررة من إيران بإغلاق مضيق هرمز، الذي يعبر من خلاله نحو خمس النفط العالمي اليومي.

وقال كريس سكيكلونا، رئيس الأبحاث في دايوا كابيتال ماركتس: “إذا استمرت أسعار النفط في الارتفاع فوق 80 دولارًا للبرميل، فإن البنوك المركزية ستواجه تحديًا حقيقيًا في السيطرة على التضخم”.

الدولار يستعيد بريقه

مع تفاقم الأزمة، استعاد الدولار الأمريكي مكانته كملاذ آمن بعد فترة من الضعف، مستفيدًا من الاتجاه العالمي نحو تقليل المخاطر. ورافق ذلك انخفاض ملحوظ في طلب المستثمرين على الأسهم والعملات الرقمية، مع تسجيل تدفقات كبيرة نحو الديون الحكومية.

وذكرت فيونا تشينكوتا، المحللة البارزة في سيتي إندكس: “أصبح المستثمرون أكثر عزوفًا عن المخاطرة، وهو ما يفسر ارتفاع الدولار وانخفاض الأسواق الأخرى”.

الذهب يرتفع والأسهم تنخفض

لم يسلم الذهب من هذه التطورات أيضًا، حيث ارتفع سعره مجددًا بعد فترة من الهدوء، مدعومًا بالمخاوف الجيوسياسية.

سجلت الأسواق المالية، وخاصة مؤشرات الأسهم الرئيسية، انخفاضًا ملحوظًا، حيث فقد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نسبة 0.7% في بداية التداول.