محمد باكبور القائد الجديد للحرس الثوري الإيراني بعد الضربة الإسرائيلية

شهدت وسائل الإعلام الإيرانية حالة من الارتباك بعد الهجوم الإسرائيلي على طهران فجر اليوم الجمعة، والذي أسفر عن مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي. في البداية، أعلنت وسائل الإعلام الرسمية عن تعيين أحمد وحيدي خلفًا له، لكنها عادت لتؤكد أن المرشد الأعلى علي خامنئي قد اختار اللواء محمد باكبور ليكون القائد الجديد للحرس الثوري.

من هو محمد باكبور؟

اللواء محمد باكبور يُعتبر شخصية عسكرية بارزة في إيران، حيث ينتمي إلى الجيل المؤسس للحرس الثوري بعد انتصار الثورة الإسلامية. وُلد في مدينة أراك عام 1961، وبدأ مسيرته العسكرية في إقليم كردستان الإيراني، حيث اكتسب خبرة ميدانية واسعة خلال الحرب العراقية-الإيرانية التي استمرت لثماني سنوات.

يشغل باكبور منصب قائد القوات البرية للحرس الثوري منذ عام 2010، وقد قاد العمليات العسكرية في الجيش الإيراني، ولعب دورًا قياديًا في فرقتي النجف وعاشوراء، بالإضافة إلى قيادته للمنطقة الشمالية العسكرية. في السنوات الأخيرة، ركّز باكبور على تعزيز أمن الحدود الإيرانية وقيادة المناورات الدفاعية، كما برر الوجود العسكري الإيراني في الحرب السورية، معتبراً أن ذلك يأتي في إطار حماية عقائد نظام طهران.

يخضع القائد الجديد للحرس الثوري الإيراني لعقوبات أمريكية منذ 24 يونيو 2019، حيث أدرجته وزارة الخزانة الأمريكية في قوائم العقوبات، مما يمنع أي كيانات أمريكية من التعامل معه، ويجمد أي أصول قد يمتلكها تحت الولاية القضائية الأمريكية.

لماذا تم الإعلان عن أحمد وحيدي بالخطأ؟

بعد ساعات قليلة من اغتيال حسين سلامي، انتشرت تكهنات حول اسم خليفته، وبرز اسم اللواء أحمد وحيدي كبديل محتمل. لكن السلطات الإيرانية أكدت لاحقًا أن محمد باكبور هو القائد الجديد للحرس الثوري.

يُعتبر أحمد وحيدي شخصية ذات نفوذ كبير داخل المؤسستين العسكرية والأمنية الإيرانية، حيث كان من بين مؤسسي الجهاز الاستخباراتي للحرس الثوري في الثمانينيات، وعمل نائبًا لقائد الحرس حينها محسن رضائي، كما شغل منصب مسؤول وحدة الاستخبارات.

وحيدي هو أول قائد لفيلق القدس عند تأسيسه عام 1988، وقد تقلد منصب وزير الدفاع الإيراني خلال حكومة محمود أحمدي نجاد، بالإضافة إلى عضويته في مجمع تشخيص مصلحة النظام وترؤسه اللجنة السياسية والدفاعية والأمنية فيه.

على الصعيد الدولي، يواجه وحيدي عقوبات من الاتحاد الأوروبي منذ يونيو 2008 بسبب ارتباطه بأنشطة نووية حساسة، كما أنه مطلوب للقضاء الأرجنتيني بموجب مذكرة توقيف دولية صدرت عام 2006، للاشتباه في تورطه في تفجير مركز آميا اليهودي في بوينس آيرس عام 1994.

انعكاسات تغيير القيادة داخل الحرس الثوري

إن تعيين محمد باكبور قائدًا للحرس الثوري يأتي في وقت حساس يشهد توترًا إقليميًا متصاعدًا عقب الغارة الإسرائيلية، مما يطرح تساؤلات حول السياسات العسكرية الإيرانية في المرحلة المقبلة. باكبور يمتلك خبرة واسعة في العمليات البرية والميدانية، مما قد يؤثر على طبيعة الاستراتيجية الإيرانية المستقبلية.

هل سيكون لهذا التغيير في القيادة تأثير على السياسة الإيرانية؟ وهل ستشهد المنطقة تصعيدًا جديدًا في ظل هذه التطورات؟ الأيام المقبلة ستكشف الكثير عن اتجاه الأمور.