أعلنت شركة جوجل، من خلال ذراعها البحثي Google DeepMind وبالتعاون مع Google Research، عن إطلاق نموذج ذكاء اصطناعي جديد يهدف إلى التنبؤ بالأعاصير المدارية، وذلك بالتزامن مع إطلاق منصة تفاعلية تحمل اسم Weather Lab لعرض النماذج المناخية التي تطورها الشركة
ووفقا لما ذكره موقع “theverge”، يتميز نموذج جوجل الجديد بقدرته على توليد 50 سيناريو مختلف لمسار وشدة وحجم الإعصار قبل حدوثه بـ15 يوما، وهي قدرة تفوق بشكل كبير ما تقدمه النماذج التقليدية.
ممكن يعجبك: رسوم تحويل إنستا باي الجديدة لعام 2025
نموذج جوجل الجديد يحدد المسار الحقيقي للأعاصير
تتعاون جوجل حاليا مع المركز الوطني الأمريكي للأعاصير NHC لتقييم فعالية هذا النموذج التجريبي في التنبؤ بالعواصف في المحيط الأطلسي والهادئ الشرقي.
ويأتي هذا التعاون في ظل تراجع القدرات البحثية لبعض المؤسسات الفيدرالية الأمريكية، مثل الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA، وخدمة الأرصاد الجوية الوطنية NWS، بسبب تخفيضات في الميزانية والموارد البشرية التي بدأت خلال فترة إدارة ترامب.
نتيجة لذلك، تزايد اعتماد هذه الجهات على القطاع الخاص لتوفير بيانات الطقس.
نشرت جوجل ورقة بحثية توضح تفاصيل عمل النموذج، مدعية أن دقة تنبؤاته تضاهي دقة النماذج الفيزيائية التقليدية.
ووفقا لجوجل، فإن نموذجها كان أقرب بـ140 كيلومترا في المتوسط إلى المسار الحقيقي للأعاصير مقارنة بتوقعات المركز الأوروبي للأرصاد متوسطة المدى ECMWF في عامي 2023 و2024.
يعتمد النموذج على بيانات من أرشيف ERA5 الأوروبي، الذي يجمع بين ملاحظات جوية جمعتها وكالات مناخية من مختلف أنحاء العالم وتوقعات من نماذج تقليدية.
مقال له علاقة: “الوحش الذي يستحق اللقب: Realme GT Neo 6 SE شبيه الآيفون بإمكانيات مذهلة”
وتعتبر هذه البيانات نفسها التي استخدمتها جوجل سابقا لتدريب نموذج التنبؤ بالطقس GenCast، الذي أثبت تفوقه على أحد أبرز نماذج ECMWF في أكثر من 97% من الحالات، وفقا لدراسة نشرت في مجلة Nature في ديسمبر 2024.
من خلال Weather Lab، يمكن للمستخدمين مقارنة توقعات الذكاء الاصطناعي بتلك الصادرة عن النماذج التقليدية، إلا أن جوجل تؤكد أن هذه المنصة لا تزال أداة بحثية وليست مصدرا يعتمد عليه عامة الناس في متابعة الأحوال الجوية.
وفي إحدى الحالات التوضيحية، أظهر النموذج قدرة دقيقة على التنبؤ بمسار إعصار “ألفريد” من الفئة الثالثة، حيث توقع بشكل صحيح ضعفه السريع وتحوله إلى عاصفة مدارية، ثم تحديد منطقة هبوطه على سواحل أستراليا بعد 7 أيام.
في الوقت نفسه، تعمل جوجل أيضا مع باحثين في جامعة ولاية كولورادو واليابان والمملكة المتحدة لتحسين نماذجها، لكنها تؤكد أن الذكاء الاصطناعي لن يكون بديلا عن النماذج التقليدية، بل أداة مكملة، خاصة مع تعقد الظواهر المناخية المرتبطة بتغير المناخ وضرورة توفر بيانات دقيقة من أرض الواقع.