شهدت الأسواق المحلية والعالمية ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الخميس، حيث ساهم تزايد جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن في ظل تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، بالإضافة إلى تراجع الدولار الأمريكي، ويتزامن ذلك مع ترقب المستثمرين لمؤشرات جديدة حول مسار السياسة النقدية الأمريكية، وفقًا لتقرير صادر عن منصة «آي صاغة».
أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتجارة الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، أن أسعار الذهب قفزت في السوق المحلية بقيمة 55 جنيهًا، ليصل جرام الذهب عيار 21 إلى نحو 4720 جنيهًا، مقارنة بـ 4665 جنيهًا في بداية تعاملات أمس.
شوف كمان: أسعار الخشب اليوم الأربعاء 28 مايو
كما ارتفعت أسعار الذهب عالميًا بنحو 27 دولارًا لتصل إلى 3380 دولارًا.
وأشار إمبابي إلى أن سعر عيار 24 سجل نحو 5394 جنيهًا، وعيار 18 نحو 4046 جنيهًا، وعيار 14 نحو 3147 جنيهًا، بينما بلغ سعر الجنيه الذهب 37760 جنيهًا.
يُذكر أن أسعار الذهب ارتفعت في الأسواق المحلية بقيمة 10 جنيهات خلال تعاملات أمس الأربعاء، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 عند مستوى 4665 جنيهًا، واختتم التعاملات عند 4675 جنيهًا، في حين شهدت الأوقية في البورصة العالمية ارتفاعًا بقيمة 29 دولارًا، حيث افتتحت التعاملات عند 3324 دولارًا، واختتمت عند 3353 دولارًا.
مقال مقترح: مصر من الدول المستفيدة من صندوق الشراكة المتوسطية لدعم الاقتصاد الأزرق
يأتي هذا الارتفاع وسط حالة من الترقب في الأسواق، حيث أشارت تقارير إعلامية، أبرزها من قناة NBC، إلى أن إسرائيل تدرس توجيه ضربة عسكرية محتملة لإيران، مما دفع المستثمرين إلى الإقبال على الذهب كأحد أبرز أدوات التحوط في أوقات الأزمات.
كما أضافت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي تتضمن تهديدات بفرض رسوم جمركية جديدة، المزيد من التوتر على المشهد الاقتصادي العالمي، مما عزز من ارتفاع المعدن النفيس.
وأكد إمبابي أن الذهب استفاد أيضًا من التراجع الملحوظ في الدولار الأمريكي، بعد صدور بيانات التضخم الأمريكية التي أظهرت تباطؤًا نسبيًا في وتيرة ارتفاع الأسعار، وهو ما قد يمنح الاحتياطي الفيدرالي مساحة للمناورة باتجاه خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من العام.
تشير بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي إلى ارتفاع التضخم السنوي في مايو إلى 2.4%، بما يتوافق مع توقعات السوق، في حين استقر معدل التضخم الأساسي عند 2.8%، وهو ما اعتبره مراقبون دليلًا على انحسار الضغوط التضخمية، مما يعزز موقف الأعضاء داخل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الداعين إلى تبني سياسة نقدية أكثر تيسيرًا.
وفي الوقت نفسه، تترقب الأسواق صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي في وقت لاحق اليوم، وسط توقعات بأن يسجل المؤشر زيادة سنوية بنسبة 2.6%، مقارنة بـ 2.4% في أبريل، مع استقرار المعدل الأساسي عند 3.1%، وتُعد هذه البيانات حاسمة في تحديد توجهات البنك المركزي الأمريكي خلال اجتماعه المقبل يومي 17 و18 يونيو.
وعلى الجانب الأوروبي، أصدر البنك المركزي الأوروبي تقريره السنوي حول العملة الموحدة، مشيرًا إلى أن احتياطات البنوك المركزية من الذهب بلغت نحو 36 ألف طن، وهو مستوى يقترب من ذروة ما قبل نظام بريتون وودز، في إشارة إلى استمرار البنوك المركزية في تعزيز مقتنياتها من الذهب، وهو ما يدعم استقرار الأسعار على المدى القريب.
في ضوء هذه المستجدات، يظل الذهب مدعومًا بجملة من العوامل الداعمة، بدءًا من التوترات الجيوسياسية وتراجع الدولار، وصولًا إلى توقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية بواقع 50 نقطة أساس قبل نهاية العام، مما يعزز النظرة الإيجابية تجاه المعدن الأصفر خلال الفترة المقبلة.