نظمت جلسة حوارية رفيعة المستوى تناولت التمويل والابتكار كعوامل أساسية لتعزيز التحول نحو الاقتصاد الأزرق المستدام، تحت عنوان “رسم الطريق نحو اقتصاد أزرق مستدام: منطقة المتوسط تقود الطريق”، وذلك ضمن فعاليات يوم المتوسط المرافق للدورة الثالثة لمؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات، المنعقد في مدينة نيس الفرنسية
ركزت المناقشات على استعراض آليات التمويل المبتكرة التي تتماشى مع الأولويات المحددة في الإعلان الوزاري لعام 2021 بشأن الاقتصاد الأزرق المستدام، مما يعزز مكانة الاتحاد من أجل المتوسط كمحفز رئيسي للاستثمارات في هذا المجال الحيوي
من نفس التصنيف: انخفاض طفيف في أسعار الذهب مساء الأربعاء
تعهدت إسبانيا رسميًا بتقديم 8.5 مليون يورو للشراكة المتوسطية الزرقاء، مما يضعها في صفوف الجهات المانحة إلى جانب السويد وألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي، ليصل إجمالي المبلغ المتاح للصندوق إلى 22 مليون يورو، مما سيساعد في تقديم المساعدات الفنية ومنح دراسات الجدوى للمشاريع
تخصص هذه التمويلات لدعم المساعدات الفنية ومنح دراسات الجدوى للمشروعات، خاصة تلك التي تواجه صعوبة في الحصول على قروض من مؤسسات التنمية الدولية والمصارف متعددة الأطراف
المشروعات الثلاث
تم الإعلان عن المشاريع الثلاثة الأولى التي ستنفذ من خلال هذا الصندوق في ثلاث بلدان، وهي كالتالي:
– سيتمكن مشروع مزرعة الرياح البحرية بالقرب من الصويرة، وهو الأول من نوعه في المغرب، من توليد ما يصل إلى 1000 ميجاوات، وسيبدأ العمل فيه بحلول عام 2029
مقال مقترح: تعزيز التعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في الإسكان
– سيساعد مشروع ترميم واحة أيلة في خليج العقبة الأردني على استعادة النظام البيئي المرجاني وبناء نظام لتخزين الطاقة الحرارية، ومن المتوقع أن يزداد الغطاء المرجاني بنسبة 240%، بينما سيقلل نظام تخزين الطاقة الحرارية من استهلاك الطاقة الكهربائية بأكثر من 1.2 مليون كيلوواط ساعة سنويًا
– ستتمكن محطة شرق الإسكندرية لمعالجة مياه الصرف الصحي وإدارة الحمأة، المتوقع تشغيلها بحلول عام 2028، من معالجة 300 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي يوميًا، مما يعزز إدارة الصرف الصحي الآمن لما يقارب 1.5 مليون نسمة، ويساهم في الحد من التلوث في المنطقة
ركز الحدث أيضًا على مجالات أخرى ذات أولوية للاقتصاد الأزرق المستدام في المنطقة الأورومتوسطية مثل التجمعات البحرية وإزالة الكربون والوظائف الزرقاء والطاقات المتجددة والسياحة المستدامة ومنع التلوث، وأبرز المشاركون كيف تساهم التقارب المستمر بين الموارد التقنية والمالية والبشرية في هيكلة الجهود الإقليمية للاقتصاد الأزرق المستدام، مما أدى إلى نجاحات تحققت بين التجمعات البحرية الإقليمية التابعة لمشروع “كول مي بلو” والجهود المدعومة من برنامج أنترّيج الأورومتوسطي و”نكست ميد” للحد من القمامة البحرية، بالإضافة إلى برامج التعليم العالي المتخصصة
منذ أول إعلان وزاري للاتحاد من أجل المتوسط بشأن الاقتصاد الأزرق المستدام عام 2015، تم تعبئة أكثر من 500 مليون يورو لدعم أكثر من 250 مشروعًا إقليميًا، مما جعل الاقتصاد الأزرق المستدام حجر الزاوية للتعاون والشراكات الأورومتوسطية
صرحت وزيرة التحوّل البيئي الأسبانية سارة آخيسين: “البحر الأبيض المتوسط ليس مجرد مسطح مائي، إنه مهد الحضارات ومركز للتنوع البيولوجي ومصدر حيوي للرزق لملايين البشر، وهو يشكل ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا وتاريخنا واقتصادنا وهويتنا”
كما صرح ناصر كامل، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط “لا شك أن مجتمعنا الغني بالاقتصاد الأزرق المستدام يشكل مصدر إلهام لأجزاء أخرى من العالم، لقد لعب الاتحاد من أجل المتوسط دورًا رائدًا في إقامة وتعزيز الحوار السياسي والتقني حول الاقتصاد الأزرق المستدام على المستوى الإقليمي، وينبغي الاحتفاء بالمبادرات الأورومتوسطية الناجحة التي سُلط الضوء عليها اليوم، ففي مواجهة الاضطرابات الجيوسياسية، يعد الاقتصاد الأزرق المستدام قوة توحدنا على الرغم من اختلافاتنا، ونظل ملتزمين باستخدام موقعنا كمنصة للدول الأعضاء الـ 43 في الاتحاد من أجل المتوسط ولعدد لا يحصى من الجهات المعنية القطاعية لحشد المزيد من الاستثمارات في المنطقة وتعزيز التنمية المستدامة والمنصفة”