وزير التعليم السابق يوضح تفاصيل مكافحة الغش في امتحانات الثانوية العامة

أدلى الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم السابق وأستاذ المناهج وطرق التدريس، بتصريحات مهمة حول ظاهرة الغش في الامتحانات، وذلك قبل ثلاثة أيام من بدء امتحانات الثانوية العامة 2025.

حيث أوضح وزير التربية والتعليم السابق أن مشكلة الغش في امتحانات الثانوية العامة كانت موجودة لعشرات السنين، لكن مع تقدم التكنولوجيا، أصبحت هذه المشكلة أكثر تعقيدًا، وتحولت إلى صراع بين وزارة التربية والتعليم والطلاب لكشف الحيل الجديدة المستخدمة في الغش.

وأشار الوزير إلى أنه خلال فترة توليه المسؤولية، سواء كوزير أو كنائب للوزير، كانت قضية الغش في امتحانات الثانوية العامة واحدة من أبرز التحديات التي درسناها بعمق لمحاولة مواجهتها.

الغش باستخدام كروت الفيزا والسماعات

وأضاف وزير التربية والتعليم أنه تم اتخاذ عدة إجراءات، مثل تغيير شكل الورقة الامتحانية إلى نظام البوكليت، وإدخال نسبة من الأسئلة المقالية في امتحانات الثانوية العامة خلال العامين الماضيين، كما تم تطبيق تفتيش الطلاب باستخدام العصا الإلكترونية، وإضافة باركود على ورقة الأسئلة لكشف هوية صاحب الورقة المسربة، بالإضافة إلى متابعة الحيل المختلفة الجديدة في الغش، مثل استخدام كروت الفيزا المتصلة بخط الهاتف وزراعة سماعات الأذن.

التشويش على الإنترنت وأجهزة كشف ذبذبات الموبايل في اللجان

واستكمل وزير التربية والتعليم تصريحاته قائلاً إننا فكرنا مع جميع الأطراف والوزارات في حلول جديدة لمواجهة الغش في امتحانات الثانوية العامة، لكن تنفيذ هذه الحلول واجه معوقات متعددة، مثل فكرة تفعيل أجهزة التشويش على الإنترنت في لجان الامتحانات، وكذلك وضع أجهزة كشف ذبذبات الهاتف في اللجان، وغيرها من الاقتراحات.

وأكد وزير التربية والتعليم أنه إذا كنا نتحدث بصراحة، فإن جميع هذه الآليات تهدف إلى كشف الغش في امتحانات الثانوية العامة، لكن السؤال الأهم هو: لماذا أصبح الغش أمرًا عاديًا في مجتمعنا؟ ولماذا تحول الأمر إلى صراع بين الوزارة والطلاب كما لو كنا في لعبة القط والفأر؟، هل يشعر الطالب الذي ينجح بالغش بأنه حقق نجاحًا حقيقيًا؟، وهل يشعر أهله بالفخر؟، وهل يمكن للطالب الذي ينجح بالغش أن يستمر في التفوق في الجامعة أو في الحياة؟، ماذا لو تحول المجتمع بأسره إلى مجموعات من الغشاشين في كل المجالات؟، هل سيكون هذا مجتمعًا ناجحًا؟، وهل يمكن أن نكون مطمئنين ونحن لا نثق في بعضنا البعض؟

وشدد وزير التربية والتعليم على أن المشكلة ليست في أدوات الغش، بل في الفكرة التي تُزرع في عقول بعض الطلاب منذ الصغر، وهي “أنجح بأي طريقة”، وهذا هو الخطر الأكبر من أي سماعة أو هاتف.

وتساءل وزير التربية والتعليم: هل نحن نعرف ما هو الهدف من المدرسة؟، هل يدخل الطالب المدرسة فقط ليحقق درجات معينة تؤهله لدخول كلية معينة؟، أم أن دورنا كمدرسين وأولياء أمور هو تهيئة بيئة مناسبة للطفل لكي ينجح في المجال الذي يتناسب مع قدراته؟، هناك العديد من الأسئلة، وإجاباتها يجب أن تأتي من الطلاب أنفسهم، بتشجيع من أسرهم

وأشار وزير التربية والتعليم السابق إلى أن دور الأهل حساس للغاية، حيث يقوم بعض الآباء بزرع سماعات الغش لأبنائهم لتسهيل عملية الغش، بينما يهدد آخرون المدرسين للسماح بالغش.

وأضاف وزير التربية والتعليم السابق أنه يجب على الأهل دعم أولادهم وتشجيعهم، وتقديم الحب والاحتواء بغض النظر عن النتيجة أو الظروف، لبناء إنسان مصري سوي نفسيًا، ملتزم بالقيم والعادات المصرية، ناجح بمجهوده في المجال الذي يختاره، قادر على الوصول للمعلومات واستخدامها في حل المشكلات، والعمل في فريق، ورؤية نقاط قوته وضعفه والعمل عليها.

وأكد وزير التربية والتعليم السابق أنه إذا كان دورنا كمدرسين وأولياء أمور يقتصر على جعل الطالب يذاكر وينجح في الامتحان ويحصل على درجات عالية، لكن عند مواجهته للعالم الحقيقي يجد نفسه غير قادر على التعامل، فهذا يعني أننا فشلنا في الرسالة الملقاة على عاتقنا في تربية الأطفال.