تجاوز اليورو ليصبح ثاني أكبر أصل احتياطي عالمي
كشف البنك المركزي الأوروبي، اليوم الأربعاء، أن اليورو تجاوز ليصبح ثاني أكبر أصل احتياطي عالمي من حيث القيمة السوقية مع نهاية عام 2024، حيث شكل نحو 20% من إجمالي الاحتياطيات الرسمية العالمية، مقابل 16% للدولار الأمريكي. ومع ذلك، لا يزال الدولار يحتفظ بالصدارة بنسبة 46% من الاحتياطيات.
زيادة حصة الذهب في الاحتياطيات العالمية
وأشار تقرير صادر عن المركزي الأوروبي إلى أن الزيادة في حصة الذهب جاءت نتيجة مزيج من الطلب المكثف من البنوك المركزية على المعدن النفيس، بالإضافة إلى الارتفاعات القياسية في أسعار الذهب خلال العام، وفقًا لما نقلته صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية.
اقرأ كمان: رجال الأعمال يطالبون بتحديث قوانين الإثبات لدعم التحول الرقمي
وأضاف التقرير أن البنوك المركزية حول العالم زادت من حيازاتها من الذهب بأكثر من 1,000 طن في عام 2024، وللعام الثالث على التوالي، مما يعادل ضعف المتوسط السنوي المسجل خلال العقد الماضي.
أسعار الذهب والطلب المتزايد
وفقًا للبيانات، ارتفع سعر الذهب بنسبة 62% منذ بداية عام 2024، مدفوعًا بعدم اليقين الجيوسياسي، وتقلبات الأسواق، وزيادة عمليات الشراء من قبل البنوك المركزية. وقد سجل المعدن النفيس أعلى مستوى تاريخي له في منتصف أبريل عند 3,509.90 دولار للأونصة، متجاوزًا ذروة الأسعار المعدلة حسب التضخم خلال أزمة النفط عام 1979.
وأكد التقرير أن الطلب على الذهب لأغراض الاحتياطي النقدي ارتفع بشكل ملحوظ بعد اندلاع حرب روسيا وأوكرانيا عام 2022، حيث ظل قويًا منذ ذلك الحين. وقد استثمر حوالي ثلثي البنوك المركزية في الذهب لتنويع احتياطياتها، بينما اتجه نحو 40% منها إلى الذهب كوسيلة تحوط ضد المخاطر الجيوسياسية.
علاقة العقوبات المالية بزيادة حيازة الذهب
وأشار التقرير إلى أن فرض العقوبات المالية غالبًا ما يرتبط بزيادة حيازة البنوك المركزية من الذهب. لافتًا إلى أن الدول القريبة جيوسياسيًا من الصين وروسيا شهدت زيادات أكبر في نسب الذهب في احتياطياتها الرسمية منذ الربع الأخير من عام 2021. وأضاف التقرير أن خمسًا من أصل أكبر عشر زيادات سنوية في احتياطيات الذهب الرسمية منذ عام 1999 كانت من نصيب دول خاضعة لعقوبات.
وبحسب مجلس الذهب العالمي، بلغت احتياطيات البنوك المركزية من الذهب عالميًا نحو 36 ألف طن بنهاية عام 2024، لتقترب من المستوى التاريخي البالغ 38 ألف طن الذي تم تسجيله في عام 1965.
الدول الرائدة في زيادة احتياطي الذهب
في مقدمة الدول التي سارعت لزيادة احتياطها من الذهب خلال العام الماضي كانت بولندا، تركيا، الهند، الصين، وأذربيجان، مما يؤكد استمرار التوجه العالمي نحو الذهب كملاذ نقدي آمن وسط الاضطرابات العالمية.
تحركات الدولار الأمريكي
من جهته، سجل الدولار الأمريكي تراجعًا طفيفًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء، وسط حالة من الترقب في الأسواق لصدور بيانات التضخم الأمريكية لشهر مايو، التي تُعتبر مؤشرًا رئيسيًا على توجهات السياسة النقدية المقبلة.
مقال له علاقة: أسعار الذهب تتأثر بتغيرات المعروض العالمي والطلب في مصر اليوم
وانخفض مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية – بنسبة 0.1% ليصل إلى 99.032 نقطة.
أسعار العملات الأوروبية والآسيوية
في أوروبا، استقر اليورو إلى حد كبير أمام الدولار عند مستوى 1.1425، في ظل غياب محفزات اقتصادية قوية لتحريك العملة الموحدة خلال جلسة اليوم. أما الجنيه الإسترليني، فتراجع بنسبة 0.1% ليسجل 1.3493 دولار، قبيل إعلان وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز عن خطة الإنفاق العام للفترة بين 2026 و2029.
وفي آسيا، ارتفع الدولار مقابل الين الياباني بنسبة 0.1% إلى 145.07 ين، في حين انخفض بشكل طفيف أمام اليوان الصيني إلى 7.1856، مع استمرار تقييم الأسواق لتداعيات الإطار التجاري الجديد الذي تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة والصين خلال اجتماعات لندن.
انتظار بيانات التضخم ومفاوضات التجارة
تنتظر الأسواق صدور مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي في وقت لاحق اليوم، وسط توقعات بارتفاع طفيف في التضخم السنوي إلى 2.5% من 2.3%، بينما يُتوقع أن يبقى التضخم الشهري عند وتيرة أبريل البالغة 0.2%.
وعلى صعيد المفاوضات التجارية، أنهى مسؤولون أمريكيون وصينيون يومين من المحادثات المكثفة في لندن باتفاق مبدئي على إطار عمل يهدف إلى إحياء الهدنة التجارية القائمة ضمن اتفاق جنيف، والتعامل مع الخلافات المرتبطة بقيود التصدير.
وقال وزير التجارة الأمريكي، هوارد لوتنيك، في ختام المفاوضات إن الاتفاق الجديد سيعزز بنود اتفاق جنيف الموقع الشهر الماضي، الذي خفف جزئيًا من حدة التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم، لكنه لا يزال هشًا ويحتاج إلى تعزيزات تنفيذية. وأشار لوتنيك إلى أن هناك تقدمًا في معالجة قرار الصين تقييد تصدير بعض المعادن الحيوية للصناعات الدفاعية الأمريكية، لكنه شدد على أن الاتفاق لا يزال بحاجة إلى موافقة الرئيسين دونالد ترامب وشي جين بينج قبل دخوله حيز التنفيذ.