مصر رائدة في مشاريع الهيدروجين الأخضر بالعالم العربي

تحتل مصر الصدارة بين الدول العربية في تنفيذ مشاريع إنتاج ونقل واستخدام الهيدروجين الأخضر، حيث لديها 38 مشروعًا، معظمها يركز على إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء. وتُعتبر المنطقة الاقتصادية لقناة السويس المركز الرئيسي لهذه المشاريع، حيث أبرمت الهيئة العامة للمنطقة 30 مذكرة تفاهم، تم تفعيل 14 منها، مما أدى إلى توقيع 11 اتفاقية إطارية.

مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء

يتوقع أن يصل حجم الإنتاج السنوي من هذه المشاريع عند اكتمالها إلى 18 مليون طن سنويًا، وفقًا لتقرير حديث صادر عن منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك). وأشار التقرير إلى أن الربع الأول من عام 2025 شهد استمرار النشاط بين الدول العربية لتعزيز التعاون والشراكة الدولية في مجال الهيدروجين، من خلال توقيع مذكرات تفاهم مع الأطراف الدولية الفاعلة. كما ارتفع عدد المشاريع المخطط تنفيذها لإنتاج ونقل واستخدام الهيدروجين في الدول العربية حتى نهاية مارس 2025 إلى 130 مشروعًا، بقدرات إنتاجية متنوعة. ويعكس هذا الرقم زيادة تقدر بأربعة أضعاف عن المشاريع المعلنة في عام 2021. هذه المشاريع تتواجد في مراحل تطوير مختلفة، بدءًا من الدراسة الأولية بموجب مذكرات تفاهم مع المستثمرين، وصولاً إلى توقيع اتفاقيات إطارية أو اتخاذ قرارات استثمار نهائية بعد إبرام عقود بيع ملزمة مع المشترين.

65 دولة تستثمر في التحول نحو الطاقة النظيفة

أبدت 65 دولة اهتمامًا رسميًا بالاستثمار في قطاع الهيدروجين، من خلال إعداد استراتيجيات وطنية أو خرائط طريق، وفقًا لرصد منظمة أوابك. وتمثل هذه الدول مجتمعة 85% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، وتساهم بحوالي 80% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مستوى العالم، مما يبرز أهمية هذا الاتجاه في سياق جهود التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة. وفيما يخص تطور السياسات والاستراتيجيات المتعلقة بالهيدروجين في الدول العربية، أعلنت 6 دول عربية عن استراتيجياتها الوطنية للهيدروجين بنهاية مارس 2025. ويعكس هذا التطور السريع التزام الدول العربية بتهيئة البيئة التشريعية والتنظيمية اللازمة لدخول سوق الهيدروجين العالمي. وأكدت المنظمة على ضرورة الإشارة إلى أن صناعة الهيدروجين لا تزال في مراحلها الأولى من التطوير، وتحتاج إلى سنوات من العمل والتنسيق لتكوين سوق عالمية ناضجة ومستقرة.

شروط لتحقيق أهداف الدول في التحول للطاقة النظيفة

أوضحت المنظمة أن تحقيق الأهداف الطموحة التي أعلنتها بعض الدول العربية ممكن، لكنه مشروط بتطور عدد من العوامل، أبرزها: وجود طلب عالمي على الهيدروجين منخفض الكربون، وانخفاض تكاليف الإنتاج بشكل ملحوظ نتيجة التقدم التكنولوجي، بالإضافة إلى بناء بنية تحتية متكاملة تشمل النقل والتخزين والتوزيع. كما أن تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجالات نقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات يُعد عاملًا محوريًا في تسريع وتيرة التطوير وتقليل المخاطر المرتبطة بالاستثمار في هذا القطاع الناشئ.