على مدار أكثر من عقدين، كانت عبارة “ابحث عنه في غوغل” هي المفتاح السحري للدخول إلى عالم الإنترنت، وأصبحت شعارًا عالميًا للبحث عن المعلومات بضغطة زر. لكن مع إطلاق “تشات جي بي تي” في نوفمبر 2022، شهد المشهد الرقمي تحولًا جذريًا، حيث بدأت العلامات تشير إلى الانتقال من “البحث” إلى “الإجابة”.

مقال مقترح: «سعر ومواصفات Samsung Galaxy A56» رسميًا.. هل يُعتبر أفضل هاتف متوسط من سامسونج في 2025؟
تجد غوغل، العملاق التكنولوجي الذي أنشأ إمبراطورية تتجاوز قيمتها 2 تريليون دولار على أساس مفهوم الروابط الزرقاء، نفسها الآن في موقف دفاعي. دفعت طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي الشركة إلى إعادة تقييم مستقبل محرك البحث الشهير، والعمل بسرعة على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في منتجاتها.
على الرغم من جهود غوغل المستمرة، فإن الأرقام تعكس صورة مقلقة: وفقًا لتحليل بنك أوف أميركا، بدأت الزيارات العالمية إلى غوغل في الانخفاض سنويًا، بينما ارتفعت زيارات “تشات جي بي تي” بنسبة 160% خلال عام واحد. يبدو أن جيل “زد” (Z) يعتبر أدوات مثل “تشات جي بي تي” خيارًا أكثر حداثة وكفاءة.
ورغم هيمنة “تشات جي بي تي” على الساحة، فإن التهديد الأكبر لغوغل قد لا يأتي من أوبن إيه آي فقط، بل من منافس ناشئ يُدعى Perplexity، الذي يروج لنفسه كـ “محرك الإجابات” الجديد.
مقال له علاقة: بنتلي تكشف عن بنتايجا سبيد 2026 بتصميم رياضي وأداء استثنائي في التسارع
بيربلكسيتي، الذي أُطلق في ديسمبر 2022 على يد مهندسين سابقين في أوبن إيه آي وDeepMind، استطاع بسرعة جذب انتباه كبرى شركات التقنية والاستثمار، حيث تشير التقارير إلى أن تقييم الشركة قد يصل إلى 14 مليار دولار، مع أكثر من 10 ملايين مستخدم نشط شهريًا و170 مليون استعلام شهري.
ما يثير القلق لدى غوغل هو الأنباء عن إمكانية دمج بيربلكسيتي قريبًا في الشاشة الرئيسية للهواتف الذكية ضمن شراكات استراتيجية، مما قد يُحدث تغييرًا جذريًا في سلوك المستخدمين ويُبعد غوغل عن موقعها كمدخل رئيسي للويب.
توضح الخبيرة الرقمية ليلي راي أن تغيير العادات الرقمية ليس بالأمر السهل، لكن بمجرد أن يبدأ المستخدمون في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في حياتهم اليومية، فإن العودة إلى طرق البحث التقليدية ستصبح أقل جاذبية.
وتضيف: “أسمع باستمرار أشخاصًا يقولون إنهم توقفوا عن استخدام غوغل.. لقد بدأ الناس في استخدام تشات جي بي تي وبيربلكسيتي في كل شيء”.
التحول الجاري ليس مجرد تحديث تقني، بل هو إعادة تشكيل جذرية لكيفية تفاعل البشر مع الإنترنت. فبدلاً من قوائم الروابط والبحث اليدوي، أصبح المستخدمون يتلقون إجابات فورية دقيقة تعتمد على تحليل شامل، وهو ما تقدمه أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
بينما لا تزال لدى غوغل فرصة للابتكار والتكيف، فإن المعركة لم تعد تقتصر على من يُظهر المزيد من النتائج، بل على من يستطيع تقديم أفضل إجابة بأقل جهد.