أعمال الحاج في أيام التشريق هي من الأمور الأساسية التي يهتم بها المسلمون لمعرفة متى يعود الحجاج إلى ديارهم بعد إتمام مناسك الحج. خلال هذه الأيام، يُكمل الحجاج مناسكهم إما في يومين لمن تعجل، أو في ثلاثة أيام كاملة. وتعتبر أيام التشريق، التي تلي يوم النحر، أيامًا مباركة، وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة، وتُعد جزءًا أساسيًا من أداء الحج.

مقال له علاقة: نتفليكس تنظم فعالية تودوم المباشرة بحضور نجوم عالميين وتجربة ترفيهية فريدة
أعمال الحاج في أيام التشريق
قبل الحديث عن أعمال الحاج في أيام التشريق، يجب الإشارة إلى أن هذه الأيام هي ثلاثة بعد يوم النحر، وسُميت بذلك نسبةً إلى تشريق اللحم، حيث كان الناس يجففون لحوم الأضاحي في هذه الأيام. تبدأ هذه الأيام بعد غروب شمس يوم العيد، وتمتد حتى غروب شمس اليوم الثالث عشر من ذي الحجة. وأعمال الحاج خلال هذه الفترة تشمل:
رمي الجمرات الثلاث
رمي الجمرات الثلاث يُعتبر واجبًا من واجبات الحج، حيث يبدأ الحاج برمي الجمرة الصغرى، ثم الوسطى، ثم الكبرى، ويرمي كل واحدة منها بسبع حصيات، مكبرًا مع كل حصاة. يُستحب للحاج أن يستقبل القبلة بعد الجمرة الأولى والثانية ويدعو طويلًا ويرفع يديه، بينما لا يقف بعد الرمي للجمرة الكبرى.
مقال له علاقة: تردد قناة الشرقية العراقية 2025 وتفاصيل بثها ومحتواها اليومي
فعن ابن عمر رضي الله عنهما، كان يقول: “يَرمِي الجمرة الدنيا بسبع حصيات، يكبر على إثر كل حصاة، ثم يتقدم حتى يُسهِلَ فيقوم مستقبلاً القبلة، فيقوم طويلًا ويدعو، ثم يرمي الوسطى، ثم يأخذ ذات الشمال، فيستقبل القبلة ويدعو، ثم يرمي جمرة ذات العقبة من بطن الوادي، ولا يقف عندها، ثم ينصرف ويقول: هكذا رأيت النبي ﷺ يفعل.”
- في شرح حديث رمي الجمار، يُفهم أن “الجمرة الدنيا” هي الأقرب إلى مسجد الخيف، وهي أول الجمرات التي تُرمى من ثاني يوم النحر.
- أما “يسهل” فيعني أنه يقصد السهل من الأرض، وهو المكان المنبسط.
- وقوله “ثم يأخذ ذات الشمال” يعني أنه يمشي إلى جهة شماله ليستقبل القبلة للدعاء.
سُنن رمي الجمار
يتضح من الحديث السابق أن هناك سُننًا في رمي الجمار، وهي سنة منسية لدى الكثير من الحجاج؛ حيث يتعجل الكثيرون في رمي الجمرة الأولى ثم ينطلقون سريعًا إلى الثانية والثالثة دون الالتزام بهذه السنة المباركة، على الرغم من أنها من مواطن إجابة الدعاء.
رمي الجمار بعد الزوال
يُفضل أن يتم رمي الجمار في أيام التشريق بعد الزوال، وفقًا لما رواه مسلم، حيث قال جابر: “رَمَى رسول الله ﷺ الجمرة يوم النحر ضحى، وأما بعد ذلك، فحين تزول الشمس”. وبسؤال ابن عمر رضي الله عنهما عن موعد الرمي، قال: “إذا رمى إمامك فارمه”. وكانوا يتحينون فإذا زالت الشمس رموا.
رمي الجمار ليلاً
يجوز رمي الجمار ليلاً، ويمكن تأخير الرمي من اليوم الأول إلى اليوم الثاني أو الثالث إذا دعت الحاجة، شرط أن يتم الرمي بالترتيب. ينتهي وقت رمي الجمار بغروب شمس آخر يوم من أيام التشريق، وهذا بالإجماع.
المبيت بمنى ليالي التشريق
من أعمال الحاج في أيام التشريق أيضًا، المبيت في منى، وهو واجب من واجبات الحج. يجب أن يبيت الحاج في منى معظم الليل، إلا إذا كان لديه عذر مثل المرض، حيث يُرخَّص له عدم المبيت، كما رخص النبي ﷺ للعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه بسبب سقايته. فعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: “استأذن العباس بن عبد المطلب رسول الله ﷺ أن يبيت بمكة ليالي منى لأجل سقايته، فأذن له”.
طواف الوداع
يُسمح للحاج المتعجل مغادرة منى في اليوم الثاني من أيام التشريق، حيث يخرج من منى قبل غروب الشمس ثم يطوف طواف الوداع. أما من يتأخر، فيُستحب له المبيت حتى اليوم الثالث من أيام التشريق، وينهي جميع الحجاج مناسك الحج بطواف الوداع، إلا الحائض والنفساء؛ فإذا طهرتا قبل السفر، يجب عليهما طواف الوداع.