“ما هو جمع كلمة ‘فم’ في معجم اللغة العربية؟ سؤال حير الطلاب وعباقرة اللغة، و5% فقط من استطاعوا الإجابة بشكل صحيح!”
في إحدى اختبارات اللغة العربية، وُجه سؤال بسيط أثار ارتباكًا كبيرًا بين الطلاب وهو: “ما هو جمع كلمة فم” وعلى الرغم من أن السؤال قد يبدو طريفًا، إلا أن العديد من الطلاب وجدوا أنفسهم محتارين في الإجابة مما أظهر أن 99% منهم لم يتمكنوا من حل هذا اللغز، بينما نجح فقط 5% في تقديم الإجابة الصحيحة

اقرأ كمان: كيف يمكن لأصحاب الهمم استخراج كارت الخدمات المتكاملة
تُظهر هذه الحادثة جمال اللغة العربية ودقتها، وقدرتها على تحويل الأمور البسيطة إلى مواضيع معقدة لمن لا يغوص في أعماقها، الاسم الذي يبدو بسيطًا مثل “فم” يحمل خلفه طبقات من التعقيد اللغوي، ويجسد هذا الموقف حدثًا تعليميًا يعكس أهمية الفهم العميق لأسس اللغة.
جمع كلمة “فم” ليس مجرد “أفواه” كما يعتقد البعض، بل هو أكثر عمقًا من ذلك، الجمع المعتمد في المعاجم هو “أفواه” وهذا ما تم توثيقه في معاجم معروفة مثل “لسان العرب” و”القاموس المحيط” المشكلة التي واجهت الكثير من الطلاب كانت في حذف بعض الحروف عند الجمع، مما جعل الكلمة تتعارض مع قواعد الجمع المألوفة، الأمر الذي يتطلب فهمًا أكبر لطبيعة اللغة وكيفية تشكيل الكلمات.
في الحقيقة كانت الكلمة في الأصل “فوه”، حيث كانت تحتوي على حرف الهاء في نهايتها، استخدم العرب الكلمة بصيغتها الأولى ثم أسقطوا الهاء لتسهيل النطق عند الوقف، فأصبحت “فم” ويمكن أن تعود الهاء في بعض السياقات مثل الإضافة أو الوصل، كما يمكننا أن نقول: “فوه القارورة” أو “دخل من فوه الباب” للدلالة على المدخل أو البداية
الفم هو فتحة في وجه الإنسان تُستخدم للكلام والأكل والشرب والنفخ، لكنه يتجاوز معناه العضوي في اللغة العربية ليأخذ دلالات أوسع، على سبيل المثال، يُستخدم في تعبيرات مثل “فم القارورة” للدلالة على فتحتها و”فم النهر” للدلالة على منبعه و”فم المدخل” للدلالة على بدايته، وتستخدم الكلمة أيضًا في العديد من التعبيرات المجازية مثل: “لا تفتح فمك بباطل” أو “كتم السر في فمه” أو “خرجت الكلمات من فمه كالدرر”
مقال له علاقة: اكتشف حالة الطقس في أول أيام عيد الأضحى
لم تكن كلمة “فم” جديدة على آذان العرب، بل كانت تُستخدم بكثرة في نصوصهم منذ الجاهلية حتى العصر الحديث، في الشعر الجاهلي ارتبط الفم غالبًا بالجمال والبيان، كما في قول امرئ القيس: “ويضحكن عن فم كأن منور فيه اللؤلؤ” حيث وصف جمال الابتسامة التي تشبه اللؤلؤ المنثور
وفي العصر العباسي، ارتبط الفم بالبلاغة والفصاحة، حيث كان يُلقب الخطباء والشعراء بـ “أصحاب الأفواه الناطقة بالحق”، ومع تطور العصر الحديث، أدخلت كلمة “فم” في العديد من التعبيرات اليومية والسياسية والطبية، مثل: “حرية الفم” و”فم مفتوح” و”ألم في الفم” وغيرها من العبارات التي ترتبط بلغة الحياة اليومية