يشكك البعض في صحة حديث صيام يوم عرفة الذي يُشير إلى تكفير ذنوب سنتين، حيث يُنسب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ». رغم أن المؤسسات الدينية في السعودية، مثل وزارة الحج والعمرة، اعتمدت صحة هذا الحديث وأكدت أهمية صيام يوم عرفة عبر منصاتها الرسمية، إلا أن أحمد الغامدي، المدير العام السابق لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكة، أبدى شكوكه حول صحة الحديث.
من نفس التصنيف: أفضل قرار اتخذته في حياتي
التشكيك في صحة حديث صيام يوم عرفة
في تدوينة له على منصة إكس في عام 2022، أعاد الغامدي نشر تقرير سابق كانت قد نشرته صحيفة النبأ الكويتية في عام 2013، والذي نقل مقالا له في صحيفة عكاظ السعودية. حيث ذكر الغامدي أنه استند إلى بعض الأحاديث التي تدعم موقفه، مثل الحديث الذي رواه مسلم عن أبي قتادة، والذي ينص على أن صيام يوم عرفة يُكفِّر السنة التي قبله والسنة التي بعده. ومع ذلك، أشار إلى أن هذا الحديث وُرِدَ عن عدد من الصحابة بطرق غير صحيحة، وأن البخاري اعتبره ضعيفًا بسبب الانقطاع في السند بين عبد الله بن معبد الزماني وأبي قتادة.
وأضاف الغامدي أن ابن حجر في “الصحيح” أشار إلى أن الأحاديث المتعلقة بفضل صيام يوم عرفة لم تثبت عند البخاري، كما ذكر أن بعض السلف كانوا يكرهون صيام ذلك اليوم في جميع الأماكن، وقد أنكر البعض الخبر المنسوب إلى أبي قتادة.
الاستشهاد بأحاديث عن تكفير الذنوب في يوم عرفة
وأشار الغامدي إلى أن بعض الأحاديث تتضمن نقل كلام النبي مباشرة، بينما تسأل أخرى عن فضل الصيام من قبل عمر أو شخص آخر، ما يجعل الحديث ضعيف السند ولا يرتقي إلى مستوى الحسن. واعتبر أن الحديث يحمل نكارة من جانبين: الأول هو تحفيز المكلفين على ارتكاب المعاصي في المستقبل، والثاني هو أن فضله في هذا اليوم، رغم كونه يوم نفل، يتفوق على صيام رمضان الذي هو فرض.
وأكد أن النبي قال: “من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه”، مما يشير إلى أن الفضل هنا مقتصر على مغفرة ما سلف ولم يتم ذكر مغفرة ما قد يأتي من الذنوب.
اقرأ أيضًا|.
مقال له علاقة: حلا شيحة تروي تجربتها مع القرآن الكريم
.
تم .