شهدت أسعار النفط ارتفاعًا بنحو 2% خلال تعاملات يوم الثلاثاء، مسجلة أعلى مستوياتها في أسبوعين، يأتي ذلك في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا من جهة، والولايات المتحدة وإيران من جهة أخرى، مما يعزز التوقعات بتمديد العقوبات المفروضة على موسكو وطهران، وهما عضوان في تحالف “أوبك+”.
شوف كمان: أسعار السمك اليوم الخميس 29 مايو
صعود العقود الآجلة
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار دولار واحد، أي بنسبة 1.5%، لتغلق عند 65.63 دولارًا للبرميل، بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 89 سنتًا، أو 1.4%، ليصل إلى 63.41 دولارًا للبرميل، وأشار محللون في شركة “ريتر بوش آند أسوشيتس” للاستشارات في مذكرة بحثية إلى أن علاوة المخاطر قد تصاعدت هذا الأسبوع، بسبب تراجع فرص التوصل إلى وقف إطلاق نار بين روسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى تأخر التقدم في ملف الاتفاق النووي الإيراني، وهو ما قد يستمر لأسابيع أو حتى أشهر.
إنهاء الحرب في أوكرانيا
أكدت روسيا أن التوصل إلى تسوية لإنهاء الحرب في أوكرانيا أمر “شديد التعقيد”، ولا ينبغي توقع قرارات وشيكة، حيث أشارت إلى أنها بانتظار رد الجانب الأوكراني على مقترحاتها.
مواضيع مشابهة: توقعات إيجابية للاقتصاد اللبناني رغم تباطؤ النمو الحالي للعام المقبل
وفي هذا السياق، أفادت تقارير بأن إيران – ثالث أكبر منتج للنفط في “أوبك” بعد السعودية والعراق – بصدد رفض عرض أمريكي بشأن الاتفاق النووي، مما سيبقي العقوبات الأمريكية سارية.
على صعيد الإنتاج، تسببت حرائق الغابات في مقاطعة ألبرتا الكندية في تعطيل أكثر من 344 ألف برميل يوميًا من إنتاج الرمال النفطية، أي نحو 7% من إجمالي إنتاج البلاد، وفقًا لتقارير رويترز.
في أوروبا، تراجع معدل التضخم في منطقة اليورو بشكل غير متوقع الشهر الماضي، مدفوعًا بانخفاض أسعار الخدمات، مما يعزز التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي، على الرغم من الضغوط التضخمية الناتجة عن تصاعد التوترات التجارية العالمية.
ارتفاع التضخم في أمريكا
أما في الولايات المتحدة، فقد حذر رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستان جولسبي، من أن ارتفاع التضخم نتيجة الرسوم الجمركية الأمريكية قد يظهر سريعًا، بينما قد يستغرق تباطؤ الاقتصاد وقتًا أطول للظهور.
في هذا الإطار، خفّضت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) توقعاتها لنمو الاقتصاد العالمي، في ظل تصاعد تداعيات الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تلقي بظلالها على النمو الأمريكي.
في سوق العمل الأمريكي، ارتفعت فرص العمل في أبريل، لكن عمليات التسريح سجلت أكبر زيادة لها في تسعة أشهر، مما يشير إلى تباطؤ محتمل في سوق العمل وسط النظرة الاقتصادية المتشائمة بفعل الرسوم الجمركية.
تزامنًا، توقعت تحليلات أن تكون مخزونات النفط الأمريكية قد تراجعت بمقدار مليون برميل الأسبوع الماضي، في انخفاض للأسبوع الثاني على التوالي، مقابل زيادة قدرها 1.2 مليون برميل خلال الفترة نفسها من العام الماضي، ومتوسط انخفاض بلغ 2.3 مليون برميل خلال السنوات الخمس الماضية.
من المقرر أن تصدر بيانات المخزون الأسبوعية من معهد البترول الأمريكي (API) وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) يومي الثلاثاء والأربعاء على التوالي.