أسباب تكرار الزلازل في مصر في الفترة الأخيرة

في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء 3 يونيو 2025، شعر عدد من المواطنين في القاهرة الكبرى بهزة أرضية، مما أثار قلقهم على منصات التواصل الاجتماعي، وتوالت التساؤلات حول أسباب تكرار هذه الظواهر الجيولوجية في الآونة الأخيرة ومدى تأثيرها على البلاد.

أسباب تكرار الزلازل في مصر في الفترة الأخيرة
أسباب تكرار الزلازل في مصر في الفترة الأخيرة

لماذا تتكرر الزلازل في مصر في الفترة الأخيرة.

المعهد القومي للبحوث الفلكية: الزلزال وقع في تركيا ومصر بعيدة عن مركزه

أوضح المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في بيان رسمي أن الهزة التي شعر بها بعض سكان القاهرة مصدرها خارج الأراضي المصرية، وتحديداً جنوب الحدود التركية، حيث تُعرف هذه المنطقة بنشاطها الزلزالي نتيجة وقوعها على خطوط التقاء الصفائح التكتونية.

وأشار المعهد إلى أن مركز الزلزال يبعد عن مدينة مرسى مطروح بمسافة لا تقل عن 600 كيلومتر، مما يجعل تأثيره على الأراضي المصرية ضعيفاً جداً ولا يشكل أي تهديد أو خطر مباشر على المواطنين أو البنية التحتية في البلاد.

الزلازل ظاهرة طبيعية ومصر لم تدخل حزام الزلازل

وأكد المعهد القومي للبحوث الفلكية أن الزلازل تمثل ظاهرة طبيعية ناتجة عن حركة الصفائح الأرضية، ولا تعني بالضرورة دخول منطقة معينة ضمن حزام الزلازل، موضحاً أن مصر لا تزال خارج نطاق الأحزمة الزلزالية العالمية مثل حزام النار في المحيط الهادئ أو حزام جبال الهيمالايا.

وفي تصريحات صحفية، أشار الدكتور طه توفيق رابح، رئيس المعهد، إلى أن الوعي المتزايد لدى المواطنين يعود إلى التطور الكبير في الشبكة القومية لرصد الزلازل، التي باتت ترصد الهزات الأرضية بشكل لحظي وتصدر بيانات دقيقة بشأنها على مدار الساعة.

زلازل مايو.. نشاط طبيعي ضمن القوس الهيليني

شهدت مصر خلال شهر مايو الماضي عددًا من الزلازل المتوسطة، معظمها جاء من منطقة جنوب جزيرة كريت وقبالة سواحل اليونان، حيث تم تسجيل هزة يوم 14 مايو بقوة متوسطة على بعد 421 كيلومتراً شمال مرسى مطروح، تلتها هزة أخرى يوم 22 مايو في نفس النطاق الجغرافي.

وبحسب بيان سابق لرئيس قسم الزلازل بالمعهد، الدكتور شريف الهادي، فإن جميع هذه الهزات وقعت ضمن نطاق القوس الهيليني، وهي منطقة نشطة جيولوجياً تقع عند تقاطع الصفيحتين الإفريقية والأوروبية، وتعتبر مصدراً شائعاً للهزات التي يشعر بها سكان مصر من وقت لآخر.

الزلازل المتكررة لا تعني وجود خطر

تكرار الزلازل لا يعني دخول مصر في نطاق الزلازل الخطرة، حيث أن النشاط التكتوني في منطقة شرق المتوسط هو المسؤول عن تلك الهزات التي تصل أحياناً إلى الأراضي المصرية على هيئة اهتزازات بسيطة.

تتأثر القشرة الأرضية في المنطقة بحركة ثلاث كتل رئيسية هي الصفيحة الإفريقية، وصفيحة شبه الجزيرة العربية، والصفيحة الأوراسية، وتؤدي هذه الضغوط إلى تحرك الكتلة الأناضولية التي تقع عليها تركيا نحو الغرب، مما يسبب نشاطاً متكرراً في منطقة القوس اليوناني أو الهيليني.

معظم الصدوع داخل مصر تعتبر قديمة وغير نشطة، على عكس المناطق القريبة من الأناضول أو صدوع البحر الميت وخليج العقبة.

المعهد يواصل المتابعة على مدار الساعة

أكد المعهد القومي للبحوث الفلكية في ختام بيانه أن جميع مراكز الرصد تعمل بكفاءة عالية وتتابع أي نشاط زلزالي لحظة بلحظة، مشيراً إلى أنه لا يمكن التنبؤ بموعد حدوث الزلازل مسبقاً، ولكن يمكن تحليل مواقعها وقوتها وفهم طبيعتها للحد من آثارها في حال حدوثها.

كما طمأن المعهد المواطنين بأن الشبكة القومية للزلازل تعمل على إصدار البيانات الرسمية المعتمدة فور رصد أي نشاط غير معتاد، داعياً المواطنين إلى الاعتماد على المصادر الرسمية وعدم الانسياق وراء الشائعات أو المعلومات غير الدقيقة.