في رحلة تأخذنا من شواطئ الضبعة المصرية إلى قلب مدينة بلفور الفرنسية، يظهر جانب آخر من التعاون الدولي، يتمثل في تروس عملاقة وتوربينات تُجسد الحلم بالطاقة النظيفة. لم تعد هذه المشاريع مجرد أفكار مستقبلية على الورق، بل أصبحت إنجازات ملموسة تنبض بالحياة داخل المصانع الأوروبية. وفي هذا الإطار، تأتي زيارة وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري لتضع حجر أساس جديد في مسيرة الاعتماد على الطاقة النووية، مظهرة الجاهزية الفعلية لإطلاق محطة الضبعة النووية باستخدام أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العالمية.

ممكن يعجبك: وزير العمل يشارك في جلسة حول اقتصاد المنصات لتحقيق التوازن بين الابتكار وحماية حقوق العمال
آخر مستجدات تصنيع التوربينات والمعدات الكهربائية
قام الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، بجولة تفقدية لمصانع شركتي “أرابيل سوليوشنز” و”فورماتوم” في مدينة بلفور الفرنسية، لمتابعة آخر تطورات تصنيع التوربينات والمعدات الكهربائية المخصصة لمفاعلات محطة الضبعة النووية. تضمنت الجولة الاطلاع على التقدم الفعلي في تجهيزات التوربينات والمولدات، بما في ذلك انتهاء الاختبارات الفنية للمولد التوربيني للوحدة الأولى، والتي من المقرر أن تصل إلى مصر قبل نهاية العام.
اقرأ كمان: خطوات لتحسين أوضاع المعلمين وتطوير المناهج وما أعلنه وزير التعليم
قدّم مسؤولو الشركتين عرضًا تقنيًا شاملاً حول جاهزية المكونات الرئيسية للمحطة النووية، خصوصًا في ما يتعلق بأنظمة التحكم المتطورة والالتزام بالمواعيد الزمنية المحددة. وتُعتبر التوربينة الجاهزة للوحدة الأولى هي الأكبر من نوعها في مصر وإفريقيا، مما يعكس تطور البنية التحتية للمشروع. كما أشرف الوزير على عمليات تصنيع المهمات الكهربائية وتابع بدء اختبارات الجودة الدقيقة داخل المصنع. تأتي هذه الخطوات في إطار التحقق من توافق المعدات مع المواصفات المتعاقد عليها، تمهيدًا لنقلها إلى موقع المحطة.
وأكد عصمت أن هذه الجهود تأتي ضمن شراكة استراتيجية راسخة بين مصر وروسيا، تعكس مستوى التنسيق والتكامل الذي ساهم في الالتزام بالمخطط الزمني للمشروع. وأضاف أن محطة الضبعة تُعتبر محورًا رئيسيًا لرؤية مصر 2030، كونها تمثل خطوة كبيرة في تأمين احتياجات البلاد من الكهرباء وتعزيز النمو الاقتصادي عبر مصادر طاقة مستدامة.
دمج التقنيات الحديثة في قطاعات الطاقة والصناعة والزراعة
وأشار إلى أن الاعتماد على الطاقة النووية يسهم في تقليل استهلاك الوقود وتقليص الانبعاثات الكربونية. لفت إلى أن مصر تواصل جهودها لتكون من الدول الرائدة في مجال الطاقة النظيفة، من خلال دمج التقنيات الحديثة في قطاعات الطاقة والصناعة والزراعة.
استراتيجية الدولة الرامية إلى تنويع مصادر الكهرباء وتحقيق استقرار دائم في الشبكة
وشدد الوزير على أن القيادة السياسية تتابع يوميًا تقدم العمل في مشروع الضبعة، في إطار استراتيجية الدولة الرامية إلى تنويع مصادر الكهرباء وتحقيق استقرار دائم في الشبكة الموحدة، مع الالتزام التام بالجداول الزمنية لكل مراحل المشروع.