توفير الطعوم للمتعافين من فيروس الالتهاب الكبدى سى

كشفت وزارة الصحة والسكان عن الجهود المبذولة في مجال التطعيمات، خاصةً للفئات الأكثر عرضة للخطر، حيث تم تطعيم الفريق الطبي بثلاث جرعات، وبلغت نسبة التغطية 95%، كما تم توفير الطعوم لنزلاء مراكز التأهيل، بالإضافة إلى تطعيم مخالطي مرضى التهاب الكبد بي بثلاث جرعات أيضاً، بنسبة تغطية 92%، وجرى توفير الطعوم للمصابين بفيروس نقص المناعة فور تشخيصهم، كما تم إعطاء الأمينوجلوبلين المناعي لحديثي الولادة من الأمهات المصابات بالفيروس، ومرضى الغسيل الكلوي تم تطعيمهم بأربع جرعات، بنسبة تغطية 90%، كما تم توفير الطعوم للمتعافين من فيروس التهاب الكبد سي.

توفير الطعوم للمتعافين من فيروس الالتهاب الكبدى سى
توفير الطعوم للمتعافين من فيروس الالتهاب الكبدى سى

مصر أول دولة في إقليم شرق المتوسط تحقق هدف السيطرة على التهاب الكبد B

تسلم الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، شهادة دولية من منظمة الصحة العالمية، توثق نجاح الدولة المصرية في تحقيق الهدف الإقليمي للسيطرة على مرض الالتهاب الكبدي الفيروسي من النوع “B”، لتصبح أول دولة في إقليم شرق المتوسط تصل إلى هذا المستوى من السيطرة، في خطوة بارزة على المستويين الإقليمي والدولي.

جاء ذلك خلال فعاليات الاحتفال بإعلان مصر كأول دولة تحقق هذا الإنجاز، حيث أكد الوزير في بداية كلمته أن الدولة المصرية، تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تضع الملف الصحي في مقدمة أولوياتها، انطلاقًا من رؤية وطنية طموحة تستند إلى تعزيز مفاهيم الأمن الصحي وتوطين صناعة الأدوية واللقاحات.

وأضاف نائب رئيس الوزراء وزير الصحة والسكان، أن هذا الإنجاز يمثل نقطة تحول فارقة في مسيرة النظام الصحي المصري، ويعكس التزام الدولة الراسخ بحماية صحة المواطن وتعزيز الوقاية والتغطية الصحية الشاملة، مشيرًا إلى أن الالتهاب الكبدي الفيروسي B لا يزال يمثل أحد أبرز التحديات الصحية عالميًا، بالنظر إلى تداعياته الخطيرة إذا لم يتم مكافحته، لافتًا إلى أن منظمة الصحة العالمية وضعت هدفًا للقضاء عليه بحلول عام 2030.

استعرض الوزير جهود وزارة الصحة ممثلةً في قطاع الطب الوقائي منذ عام 2008 وحتى 2024، مشيرًا إلى أن معدل انتشار الفيروس في الفئات العمرية تحت سن 60 عامًا انخفض بنسبة 15% مقارنة بعام 2015، بينما تراجعت نسب الإصابة بين الأطفال دون العاشرة بمقدار 50%، لتصل النسبة بين من هم دون سن الخامسة إلى أقل من 1%، وفقًا لنتائج المسوح القومية.

وأشار إلى ما حققته مصر في مكافحة الأمراض المستهدفة بالتطعيم، إذ حصلت البلاد على الإشهاد الدولي بخلوها من شلل الأطفال، بالإضافة إلى النجاح في القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية ومتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية والتيتانوس الوليدي والدفتيريا، ولفت إلى أن هذه الإنجازات تتكامل مع ما يبذله القطاع الوقائي من جهود في مكافحة الفيروسات الكبدية، من خلال أنشطة الترصد والرصد المعملي ومكافحة العدوى.

وأوضح عبدالغفار أن البرنامج الموسع للتطعيمات يُعتبر من الركائز الأساسية لتحقيق هذا الإنجاز، بفضل تغطيته المرتفعة وتخطيطه المنهجي وتكامله بين الفرق المركزية والميدانية، حيث تجاوزت نسبة التغطية التطعيمية 95%، وتم تحديث البنية التحتية للتطعيمات من خلال التحول الرقمي وميكنة الإجراءات، مما ساهم في اتخاذ قرارات مستندة إلى بيانات دقيقة، وزيادة معدلات الوصول للخدمة وتقليل الفاقد وتحقيق العدالة الصحية، إلى جانب تطوير سلسلة التبريد ورفع كفاءة العاملين.

كما أكد على أن جهود الدولة تركزت على إتاحة التطعيم ضد فيروس B مجانًا لكل المواليد في مصر، سواء المصريين أو غير المصريين، مع توفير جرعة الميلاد خلال الساعات الأولى من عمر الطفل، وتقديم الأمينوجلوبيولين المناعي للمواليد من أمهات يحملن الفيروس، لحمايتهم من العدوى.

ولم تقتصر جهود الوزارة على الأطفال، بل شملت الفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل الفرق الطبية، والمخالطين للحالات المصابة، ومرضى الغسيل الكلوي، والمصابين بفيروس نقص المناعة، حيث أكد الوزير أن اعتماد هذا النهج الوقائي المتكامل كان حجر الزاوية في تحقيق هذا الإنجاز، مشيرًا إلى حرص الوزارة على التعاون مع الشركاء لتأسيس التحالف المصري لمصنعي اللقاحات (EVMA)، كخطوة استراتيجية لضمان الاكتفاء الذاتي واستدامة التوريد وتعزيز التصنيع الحيوي الوطني.

وأشار الوزير إلى أن هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا الجهود الجماعية والتنسيق المحكم بين الشركاء، من فرق العمل داخل الوزارة إلى منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الدولية الداعمة، معتبرًا أن التجربة المصرية تمثل نموذجًا ناجحًا في تكامل الإرادة السياسية مع الدعم الفني والمؤسسي، وأن العمل الجماعي والتخطيط الاستراتيجي والالتزام الوطني قادرون على تحويل التحديات إلى إنجازات واقعية.

هنأت الدكتورة حنان بلخي، الممثل الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، الدولة المصرية على هذا الإنجاز، وتحقيق الهدف الإقليمي للسيطرة على الالتهاب الكبدي الفيروسي بي، مؤكدة أن مصر تمتلك كفاءات بشرية مؤهلة للمنافسة عالميًا، موضحة أن لجنة التحقق الإقليمية توصلت إلى أن مصر حققت المؤشرات الرئيسية المستهدفة، وعلى رأسها خفض معدل انتشار الفيروس لدى الأطفال ممن تبلغ أعمارهم خمس سنوات فما فوق إلى أقل من 1%، وتحقيق تغطية تتجاوز 90% بالجرعة الثالثة من اللقاح لأكثر من عشر سنوات، و90% للجرعة الوليدة على مدى خمس سنوات.

وأشاد الدكتور هشام ستيت، رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي، بهذا الإنجاز، مؤكدًا أنه لم يكن ليتحقق لولا دعم القيادة السياسية وتكامل مؤسسات الدولة، وعلى رأسها وزارة الصحة، التي وضعت ملف مكافحة الفيروسات الكبدية في صدارة أولوياتها الاستراتيجية، محققة نجاحات متعاقبة، مشيرًا إلى أن الهيئة ساهمت بدور فعال عبر تأمين اللقاحات والمستلزمات الطبية وفق أعلى معايير الشفافية والكفاءة.