أسباب وحلول أزمة نفوق الدواجن لحماية الصناعة

تُعتبر صناعة الدواجن في مصر ركيزة أساسية للأمن الغذائي، ومصدرًا رئيسيًا للبروتين الحيواني للملايين، كما تمثل استثمارًا ضخمًا وتوفر فرص عمل وفيرة، وعلى الرغم من ذلك، لا تخلو هذه الصناعة من التحديات التي تتطلب حلولًا ونقدًا ذاتيًا مستمرًا، بهدف ضمان استدامتها وتطورها لمواكبة التغيرات وتحقيق أقصى استفادة ممكنة لصالح المربي والمستهلك، وكذلك الاقتصاد الوطني، حيث يتناول الدكتور أسامة زعتر، أستاذ نظم اقتصاديات تربية الدواجن، تحليل الأوضاع الراهنة في قطاع الدواجن المصري، مستعرضًا المشكلات والتحديات وسبل الإصلاح المقترحة.

أسباب وحلول أزمة نفوق الدواجن لحماية الصناعة
أسباب وحلول أزمة نفوق الدواجن لحماية الصناعة

أهمية النقد الذاتي وسلامة الدواجن

أشار الدكتور أسامة زعتر خلال تصريحات تليفزيونية إلى ضرورة الابتعاد عن الطرق التقليدية والتركيز على الأفعال المخلصة والجهد المبذول، والتعاون الوثيق بين جميع أطراف المجتمع، من مواطنين ومسؤولين، من أجل رفعة الوطن ونهضته، كما أكد “زعتر” أنه يختلف تمامًا مع بعض التصريحات الأخيرة، التي قد تكون غير مستندة إلى إحصاءات دقيقة، نظرًا لعدم تخصص من صرحوا بها لوسائل الإعلام، خاصة مع دقة وتخصص هذا المجال، وبشكل قاطع، شدد الدكتور زعتر على أن هناك توافرًا في الدواجن في السوق المصري، مع مطابقتها للمواصفات، مؤكدًا أنها آمنة تمامًا وصالحة للاستهلاك الآدمي بنسبة مليون في المئة.

أسباب أزمة نفوق الدواجن

أما بالنسبة لأسباب أزمة نفوق الدواجن، أوضح الدكتور أسامة زعتر أن الأزمة الأخيرة التي شهدتها صناعة الدواجن، والمتعلقة بنسب النفوق المرتفعة، تعود إلى فترة سابقة خلال الشتاء الماضي، حيث ارتفع سعر الكتكوت بشكل مفزع ليلامس حدود الستين جنيهًا، كما أوضح “زعتر” أن المشكلة الرئيسية ناتجة عن انتشار بعض قطعان الكتاكيت ذات المناعة الضعيفة في عدة مزارع، مما زاد من معدلات انتشار الأمراض في ظل الظروف القاسية لفصل الشتاء، ودلل على ذلك بالتحليلات التي أجريت في المعمل المرجعي، والتي أثبتت وجود أمراض مثل تشيكن أنيميا، ريو، ميكوبلازما، وتقزمات في هذه الكتاكيت المصابة.

حلول مقترحة لمواجهة الأزمة

أما فيما يخص الحلول المقترحة لمواجهة الأزمة، فقد اقترح الدكتور أسامة زعتر حلًا بديلاً يراه أكثر توفيرًا في الوضع الراهن، وهو إيقاف تربية قطعان الأمهات المصابة لمدة عام كامل، مع استيراد البيض المخصب خلال هذه الفترة، ولضمان إنتاج كتاكيت سليمة تتمتع بمناعة قوية، أوصى بذلك لحين تجديد دم القطعان في محطات الأمهات المحلية، لافتًا إلى أن مشكلة النفوق ظهرت بعد إدخال هذه القطعان ذات المناعة الضعيفة في دورات الإنتاج.

أسباب ضعف المناعة الأمية للكتاكيت

شرح الدكتور أسامة زعتر طبيعة صناعة الدواجن في مصر بأنها صناعة “تجميع” في المقام الأول، معللًا ذلك بأن معظم مدخلات الإنتاج يتم استيرادها من الخارج، وهو ما يراه استنزافًا مضاعفًا لرصيدنا من العملة الصعبة، وتحدث عن مراحل التربية، قائلًا: إنها تبدأ بجدود التسمين التي تنتج الأمهات، ثم تقوم الأمهات بإنتاج الكتاكيت المعدة للتسمين، مشيرًا إلى أنه خلال فترة أزمة سعر صرف الدولار، حدث نقص وقصور في توفير التحصينات اللازمة لمحطات الأمهات، مما أثر سلبًا على هذه القطعان وأدى إلى ضعف المناعة الأمية في الكتاكيت الناتجة عنها.