لا تزال أصداء الضربة العسكرية التي نفذتها أوكرانيا داخل العمق الروسي، حيث استهدفت قاذفات استراتيجية ونووية في عدد من القواعد الجوية الروسية، تلقي بظلالها على الأوساط السياسية والعسكرية العالمية، إذ قامت كييف بتنفيذ هذه العملية النوعية عبر عشرات من المُسيرات التي تم إدخالها داخل العمق الروسي في عملية مخابراتية دقيقة، مما دفع بعض المراقبين والعسكريين إلى القول إن روسيا قد ترد على هذا الهجوم النوعي عبر ضربة نووية تكتيكية مُحددة، مما يثير التساؤلات حول متى ستستخدم روسيا سلاحها النووي.

من نفس التصنيف: رئيس بعثة حج الجمعيات يشيد بجهود المملكة في توعية الحجاج حول الجرائم الإلكترونية
4 حالات لاستخدام الأسلحة النووية الروسية.
تحدد المبادئ النووية الروسية حالات استخدام السلاح النووي، وهي:
أولا: تلقي معلومات موثوقة بانطلاق صواريخ باليستية باتجاه روسيا وحلفائها
ثانيا: تعرض روسيا أو حلفائها لهجوم بأسلحة الدمار الشامل
ثالثا: تعرض روسيا لهجوم بأسلحة تقليدية تشكل تهديدًا لوجودها
رابعا: تلقي معلومات بنية استهداف مواقع حكومية أو عسكرية حيوية.
العقيدة النووية الروسية.
في نوفمبر عام 2024، وافق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على تعديل العقيدة النووية الروسية، بعد سماح الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن لأوكرانيا باستخدام الصواريخ بعيدة المدى “أمريكية الصنع” في ضرب عمق الأراضي الروسية، وشملت التعديلات توسيع فئة الدول والتحالفات العسكرية التي يتم تنفيذ الردع النووي بشأنها، بالإضافة إلى إضافة عناصر جديدة إلى قائمة التهديدات العسكرية التي تتطلب تحييدها، كما تسمح التعديلات الجديدة باستخدام الأسلحة النووية في مواجهة عدوان من دولة غير نووية بدعم من دولة نووية.
كما تشمل التعديلات إمكانية رد روسيا بأسلحة نووية حال وجود تهديد لسيادتها بأسلحة تقليدية، وتتضمن أيضًا حالة وقوع هجوم على بيلاروس كعضو في الاتحاد، وحالة إطلاق عدد هائل من الطائرات العسكرية وصواريخ كروز والمسيرات وغيرها وعبورها الحدود الروسية.
5580 رأسًا نوويًا روسيًا.
اقرأ كمان: رابط أرقام جلوس الثانوية العامة 2025 على موقع وزارة التعليم
وفق معهد ستوكهولم الدولي، تمتلك موسكو أضخم ترسانة نووية في العالم، حيث تشير التقديرات إلى أن روسيا تمتلك نحو 5580 رأسًا نوويًا، وتأتي في المرتبة الأولى، بينما تمتلك الولايات المتحدة نحو 5044 رأسًا تحتل بها المرتبة الثانية، يليها العملاق الصيني بقدرات تصل إلى 500 رأس نووي.
صواريخ باليستية وغواصات تحمل الرؤوس النووية.
تنشر روسيا نحو 812 من الرؤوس النووية محملة على صواريخ باليستية أرضية، بالإضافة إلى نحو 576 على صواريخ باليستية تطلق من غواصات، وحوالي 200 آخرين تطلق من قواعد قاذفات ثقيلة وفق الأرقام المُعلنة، كما تدير روسيا 10 غواصات نووية مسلحة نوويًا يمكنها أن تحمل 800 رأس حربي كحد أقصى.
أسلحة نووية تكتيكية للعمليات المحدودة.
إضافة إلى ذلك، تمتلك موسكو أسلحة نووية تكتيكية مصممة لزيادة القوة النارية في العمليات القتالية في منطقة جغرافية محدودة، والتي يمكن أن تشمل، على سبيل المثال، ذخيرة مدفعية.
بوتين.. والحقيبة النووية.
يعتبر الرئيس الروسي صاحب القرار النهائي فيما يتعلق باستخدام الأسلحة النووية، كما يحمل الحقيبة النووية معه في جميع الأوقات، إذ تعد هذه الحقيبة أداة اتصال تربط الرئيس بكبار ضباطه العسكريين، ومن ثم بالقوات الصاروخية عبر شبكة القيادة والتحكم الإلكترونية “كازبيك” شديدة السرية.
“اليد الميتة”.. قرار بوتين الأخير.
إذا تم تأكيد هجوم نووي، يمكن لبوتين أن يُنشط ما يسمى بنظام “اليد الميتة” كملاذ أخير، وهو نظام حواسيب يحدد ما يُسمى “يوم القيامة”، والذي يعمل على توجيه أنظمة الصواريخ التي تحمل رؤوسًا نووية من مختلف مستودعات الأسلحة الواسعة النطاق صوب الأهداف المحددة لها.