ترأس صباح اليوم، قداسة البابا لاون الرابع عشر، صلاة القداس الإلهي بمناسبة الاحتفال بيوبيل العائلات والأطفال والأجداد وكبار السن بساحة القديس بطرس بالفاتيكان.

شوف كمان: تعاون بين الإسكان والثقافة لتحويل المدن الجديدة إلى منصات فنية مفتوحة
ألقى قداسة البابا لاون الرابع عشر عظة الذبيحة الإلهية، حيث استهلها مشيرًا إلى أن الإنجيل الذي أصغينا إليه يحدثنا عن يسوع في العشاء الأخير وهو يصلّي من أجلنا (راجع يوحنا ١٧، ٢٠) ونحن أيضًا، إذ ندخل في صلاة يسوع، ممتلئين اندهاشًا وثقة، تشملنا محبته نفسها، لقد طلب المسيح أن نكون جميعًا “واحِدًا” (يوحنا ١٧، ٢١).
إنه الخير الأكبر الذي يمكن أن نتمناه، يريد الرب أن نكون واحدًا “كَما أَنَّكَ فِيَّ، يا أَبَتِ، وأَنا فيك، فَلْيكونوا هُم أَيضًا فينا” (يوحنا ١٧، ٢١) فالوحدة التي صلّى يسوع من أجلها، قال البابا لاون الرابع عشر، هي شركة تقوم على المحبة نفسها التي يحبّ الله، والتي منها تنبع الحياة والخلاص، وهي قبل كل شيء عطية، جاء يسوع ليعطيها، توجه ابن الله إلى الآب قائلا “أَنا فيهِم وأَنتَ فِيَّ، لِيَبلُغوا كَمالَ الوَحدَة، ويَعرِفَ العالَمُ أَنَّكَ أَنتَ أَرسَلتَني، وأَنَّكَ أَحبَبتَهم كَمَا أَحبَبتَني” (يوحنا ١٧، ٢٣).
وأضاف الأب الأقدس لنُصغ باندهاش إلى هذه الكلمات: فيسوع يقول لنا إن الله يحبّنا كما يحب نفسه، والآب لا يحبّنا أقل مما يحب ابنه الوحيد، أي إنه يحبّنا محبة لامتناهية، الله لا يحب أقل، لأنه يحب أولا، وقد شهد المسيح نفسه على ذلك حين قال للآب “أنت أَحبَبتَني قَبلَ إِنشاءِ العالَم” (يوحنا ١٧، ٢٤)
يوبيل العائلات والأطفال
إن الإصغاء إلى إنجيل اليوم خلال يوبيل العائلات والأطفال والأجداد والمسنين يملؤنا فرحًا، قال البابا لاون الرابع عشر في عظته، وأشار إلى أنه منذ ولادتنا قد احتجنا إلى الآخرين لنعيش، لأننا لم نكن لنتمكن من ذلك وحدنا، نعيش جميعًا بفضل علاقة، أي بفضل رابط إنساني واهتمام متبادل.
استكمل الحبر الأعظم: إن هذه الإنسانية تتعرض أحيانًا للخيانة، على سبيل المثال، في كل مرة نطلب الحرية لا من أجل منح الحياة، بل من أجل نزعها، ولا من أجل الإغاثة بل من أجل الإساءة، ومع ذلك، وحتى أمام الشر الذي يقتل، يواصل يسوع الصلاة إلى الآب من أجلنا، وصلاته هي بلسم لجراحنا، وتصبح للجميع إعلان مغفرة ومصالحة
اقرأ كمان: الأرصاد تحذر من طقس حار في معظم المناطق اليوم الأحد 1 يونيو 2025
إن صلاة الرب هذه تعطي معنى كاملًا للحظات المضيئة لمحبتنا لبعضنا البعض، كوالدين وأجداد وأبناء وبنات، وهذا ما نريد أن نعلنه للعالم: نحن هنا لنكون “واحدًا” كما يريدنا الرب أن نكون “واحدًا”، في عائلاتنا وحيث نعيش ونعمل وندرس: مختلفون ومع ذلك واحد، كثيرون ومع ذلك واحد، دائمًا، في كل ظرف وفي جميع مراحل الحياة
محبة مؤسَّسة على المسيح
وأضاف البابا لاون الرابع عشر يقول: إن أحببنا بعضنا هكذا، محبة مؤسَّسة على المسيح الذي هو “الألف والياء”، البداية والنهاية” (راجع سفر الرؤيا ٢٢، ١٣)، سنكون علامة سلام للجميع، في المجتمع والعالم، ولا ننسين أن مستقبل الشعوب ينبع من العائلات، وتوقف الأب الأقدس من ثم عند علامة فرح كبير تدعونا أيضًا إلى التأمل، مذكّرًا في هذا الصدد بإعلان تطويب وقداسة أزواج، مشيرًا إلى لويس وزيلي مارتين والدي القديسة تريزا الطفل يسوع، والطوباويين لويجي وماريا بيلترامي كواتروكّي اللذين عاشا في روما في القرن الماضي، وذكّر أيضًا بعائلة أولما البولندية، وأضاف أن الكنيسة تقول لنا إن عالم اليوم يحتاج إلى العهد الزوجي لمعرفة وقبول محبة الله والتغلب بقوتها التي توحّد وتصالح، على القوى التي تفكك العلاقات والمجتمعات
وتابع قداسة البابا بقلب مفعم بالامتنان والرجاء أقول لكم أيها الأزواج إن الزواج هو معيار الحب الحقيقي بين الرجل والمرأة: حب كامل وأمين وخصب، وشجعهم على أن يكونوا لأبنائهم مثالا في الصدق، كما حث الأبناء على أن يكونوا شاكرين لوالديهم: الشكر على عطية الحياة وعلى كل ما يُمنح لنا معها كل يوم، فهي الطريقة الأولى لإكرام الأب والأم، كما وأوصى الأجداد والمسنين بالاعتناء بمَن يحبون، بحكمة ورأفة، وبالتواضع والصبر اللذين تعلّمها السنين، ففي العائلة يُنقل الإيمان مع الحياة، من جيل إلى جيل، ما يجعل العائلة مكانًا مميزًا للقاء يسوع، الذي يحبنا ويريد خيرنا على الدوام
وفي ختام عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم، بمناسبة يوبيل العائلات، الأطفال، الأجداد والمسنين، أشار قداسة البابا لاون الرابع عشر إلى أن صلاة ابن الله التي تفيض الرجاء طيلة مسيرتنا تذكّرنا أيضًا بأننا يومًا ما سنكون جميعًا واحدًا، سنكون واحدًا في المخلص الوحيد، تعانقنا محبة الله الأبدية، لا نحن فقط، بل أيضًا آباؤنا وأمهاتنا، جدّاتنا وأجدادنا، إخوتنا وأخواتنا، وأبناؤنا الذين سبقونا إلى نور فصحه الأبدي، ونشعر بحضورهم هنا، معنا، في لحظة الاحتفال هذه.