أوضح المهندس محمود سرج، رئيس المجلس التصديري للجلود، أن موسم الأضاحي يمثل فرصة مثالية للاقتصاد القومي، حيث يوفر كميات ضخمة من الجلود يمكن استغلالها في مجالات التصدير والصناعات الجلدية، مشيرًا إلى أن الجلود المنتجة خلال عيد الأضحى وشهر رمضان المبارك تعادل تقريبًا ما يتم إنتاجه خلال باقي أشهر السنة مجتمعة، مما يبرز أهمية تنظيم هذه العملية بعيدًا عن الفوضى.
مقال له علاقة: أسعار الدواجن اليوم الأربعاء 28 مايو
وأضاف سرج أن استمرار عمليات الذبح خارج المجازر الآلية أو النصف آلية يؤدي إلى فقدان نسبة كبيرة من الجلود بسبب الذبح غير المهني وغياب الاشتراطات الفنية، مؤكدًا أن الجلود تمثل ثروة قومية حقيقية، ويجب أن تتم عمليات الذبح في بيئة آمنة وبشكل احترافي داخل المجازر الحكومية أو الخاصة المؤهلة، وليس في الشوارع أو المناطق العشوائية.
وأشار رئيس المجلس التصديري إلى ضرورة تعزيز كفاءة الذبح ومعالجة الجلود، بما يضمن الحفاظ على جودتها وزيادة قدرتها التنافسية عالميًا، مما سينعكس بشكل إيجابي على حجم الصادرات المصرية من الجلود والمنتجات الجلدية، لافتًا إلى أن تحسين جودة الجلود يبدأ من لحظة الذبح، وهو ما يتطلب توفير مجازر حديثة ومؤهلة لهذا الغرض.
وشدد سرج على أهمية إصدار أو تفعيل تشريعات حاسمة تمنع الذبح خارج المجازر، مع ضرورة تشديد الرقابة على تطبيقها، حيث إن العشوائية في الذبح تؤدي إلى هدر ما يقرب من 75% من الجلود أو أكثر، نتيجة التقطيع الخاطئ أو الإهمال في المعالجة الأولية، داعيًا في الوقت نفسه إلى إطلاق حملات توعية مكثفة للمواطنين والجزارين خلال مواسم الذبح، لحثهم على الذبح داخل المجازر الرسمية.
كما دعا سرج إلى ضرورة تحفيز القطاع الخاص على ضخ استثمارات جديدة في إنشاء وتطوير المجازر الآلية والنصف آلية، مؤكدًا أن هناك فرصًا واعدة في هذا المجال، وأن الدولة يجب أن تقدم حوافز استثمارية وتشجيعية لتوسيع قاعدة المجازر المؤهلة، بما يعزز من قدرات القطاع التصديري ويزيد من القيمة المضافة للمنتج المحلي.
وفي هذا السياق، أشاد سرج بمجهودات سيادة الفريق كامل الوزير، وزير الصناعة والنقل، واهتمامه المباشر بمدينة الروبيكي للجلود، مؤكدًا أنها تُعد نموذجًا متكاملًا لنجاح الدولة في تطوير الصناعات التصديرية، حيث تم تأسيس المدينة على أحدث النظم الصناعية، وتم تزويدها ببنية تحتية متكاملة وشبكات صرف صناعي ومعالجة بيئية، فضلاً عن جاهزيتها لاستقبال مختلف الاستثمارات المحلية والأجنبية في قطاع الجلود.
اقرأ كمان: صرف اللحوم عبر بطاقة التموين كالسّلع.. مفاجأة جديدة من الوزارة
وأكد أن مدينة الروبيكي تضم وحدات إنتاجية متعددة وسلاسل متكاملة للتصنيع، من المدابغ إلى خطوط الإنتاج وحتى التعبئة والتصدير، مما يجعلها فرصة ذهبية لتطوير الصناعة المصرية وزيادة عوائدها من العملة الأجنبية، داعيًا إلى التوسع في هذه النماذج واستنساخها في المحافظات المختلفة.