وزير الكهرباء يزور أكبر محطات الطاقة الكهرومائية في أوروبا

استهل الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، زيارته إلى فرنسا بتفقد محطة “Grand Maison” التي تُعتبر أكبر منشأة كهرومائية تعمل بالضخ والتخزين في أوروبا، وقد تم اختيارها كموقع تجريبي لبعض المشروعات الممولة من الاتحاد الأوروبي لاختبار مجموعة من التكنولوجيات الذكية التي يمكن أن تعزز قدرة محطات الطاقة الكهرومائية على دعم استقرار الشبكة الكهربائية، وذلك في إطار الاستراتيجية الوطنية للطاقة وخطة قطاع الكهرباء التي تهدف إلى زيادة الاعتماد على الطاقات المتجددة في مزيج الطاقة، وهو ما يتطلب إدخال مشروعات الضخ والتخزين لضمان استدامة الشبكة الموحدة للكهرباء واستقرار التغذية الكهربائية.

وزير الكهرباء يزور أكبر محطات الطاقة الكهرومائية في أوروبا
وزير الكهرباء يزور أكبر محطات الطاقة الكهرومائية في أوروبا

استمع الدكتور محمود عصمت إلى شرح تفصيلي من مسؤولي المحطة حول أهمية مشروعات توليد الطاقة الكهربائية بواسطة ضخ وتخزين المياه، حيث تُعتبر هذه المشروعات من أهم مصادر إمداد الشبكات الكهربائية بالطاقة النظيفة المستدامة والمستقرة، كما تم التطرق إلى معدلات الوفر في الوقود والتكنولوجيا المستخدمة في محطة Grand Maison التي تبلغ قدرتها 1800 ميجاوات، والتي تتكون من 12 توربينة و9 مضخات، وتشمل محطتين للطاقة، الأولى فوق سطح الأرض لتوليد الطاقة الكهرومائية التقليدية، والثانية تحت سطح الأرض للضخ وتوليد الكهرباء، وتبرز أهمية عمل المحطة في أوقات الذروة لتحقيق الاستقرار للشبكة الفرنسية، حيث تحتوي على وحدات متطورة تعرف باسم الوحدات التوربينية العكسية، القادرة على العمل في اتجاهين كتوربينات لتوليد الكهرباء عند إطلاق المياه وكضخ المياه خلال فترات انخفاض الطلب على الطاقة، وتبلغ الطاقة الكهربائية المنتجة سنوياً من المحطة 1420 جيجاوات ساعة، ويمكن للمحطة زيادة إنتاجها خلال ثلاث دقائق لتغذية ما يصل إلى 1.8 جيجاوات من الكهرباء.

أشار الدكتور محمود عصمت إلى التكنولوجيا الحديثة وتطور المواصفات الإنشائية والفنية للمحطة، بالإضافة إلى أنظمة التشغيل ومركز التحكم والتواصل مع مشغل الشبكة، مؤكداً حرصه على توسيع نطاق التعاون مع الجانب الفرنسي والاستفادة من خبرات الشركات العاملة في مجالات الطاقات المتجددة، والعمل على جذب المزيد من الشركات الفرنسية للاستثمار داخل مصر، في ضوء التعاون القائم والشراكة بين البلدين في العديد من المجالات، بما في ذلك الطاقة النظيفة، والضخ والتخزين، ودعم وتطوير الشبكة الكهربائية، ومراكز التحكم، والتدريب، وخفض الفقد، موضحاً الاهتمام الذي يوليه قطاع الكهرباء لجذب وتشجيع الاستثمار الخاص المحلي والأجنبي.

أكد الدكتور محمود عصمت أن وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة لديها خطة عمل لتعظيم العوائد من الطاقات المتجددة وضمان استقرار الشبكة بإدخال أنظمة تخزين الطاقة وإقامة محطة للضخ والتخزين، موضحاً الاهتمام الخاص بمزيج الطاقة وتنويع مصادر التوليد من الطاقات المتجددة وزيادة مساهمتها والاعتماد عليها، وذلك في إطار استراتيجية الطاقة التي تستهدف الوصول بنسبة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة إلى ما يزيد عن 42% بحلول عام 2030، لتصل إلى 60% بحلول عام 2040، مشيراً إلى خطة استغلال الموارد الطبيعية المتاحة وتحقيق أقصى استفادة منها، موضحاً الاعتماد على القطاع الخاص في هذا المجال والاستعانة بخبراته والانفتاح على كافة أساليب التعاون والشراكة الممكنة لتحقيق المنفعة المشتركة، كما أشار إلى خطة خفض استهلاك الوقود التقليدي وتقليل الانبعاثات الكربونية وزيادة الاعتماد على الطاقات الجديدة والمتجددة.