رغم كونها واحدة من أبرز العلامات التجارية في عالم التكنولوجيا، لم تفلت شركة آبل من سلسلة من الإخفاقات التقنية والتجارية التي أثارت تساؤلات حول قدرتها على الاستمرار في الابتكار، فخلف التصميمات الأنيقة والعروض التسويقية الجذابة، هناك قرارات وإصدارات لم ترقَ إلى مستوى توقعات المستخدمين والمستثمرين، وبعضها ألحق ضررًا بسمعتها كشركة رائدة في المشهد التقني العالمي.

مواضيع مشابهة: تحذير من تأثير فيديوهات تيك توك على هاتفك من حيث البرامج الضارة
هاتف بلا حرارة
عند إطلاق هاتف iPhone 15 Pro، واجه الجهاز انتقادات حادة بسبب مشكلات الحرارة الزائدة، وهي أزمة غير معتادة لشركة لطالما تميزت بالكفاءة والأداء، ورغم التحديثات المتكررة للنظام، لم تتمكن آبل من إقناع جمهورها بأن المشكلة مؤقتة، خاصة مع استخدام إطار التيتانيوم الجديد الذي تبين لاحقًا أنه ليس السبب الحقيقي، مما زاد من حدة الإحباط لدى المستخدمين والمراجعين على حد سواء.
خوذة الواقع المرتبك
في خطوة بدت وكأنها محاولة للحاق بركب الواقع المعزز، كشفت آبل عن نظارة Vision Pro بسعر باهظ تجاوز 3500 دولار، ورغم ما حملته من تقنيات مبتكرة، إلا أن السوق لم يتفاعل كما كان متوقعًا، وسرعان ما خفت الحماسة، حيث تحدثت التقارير الأولية عن ضعف المبيعات وتراجع الطلب وقيود استخدام لا تناسب الجمهور العام، مما وضع المشروع أمام تحدٍ كبير في إثبات جدواه كمنتج ثوري.
معالجات متأخرة وخط إنتاج متباطئ
في الوقت الذي تتسابق فيه الشركات لتقديم تحسينات جذرية في الأداء، تعرضت آبل لانتقادات بسبب تأخيرها في إطلاق معالجات جديدة لمجموعة أجهزة Mac، وتأجيل تحديثات أساسية لبعض خطوط الإنتاج، وقد أثار الخط الزمني غير المنتظم وتكرار نفس التصميمات في إصدارات متعددة مثل iPhone SE وiPad استياء المستخدمين، خاصة أولئك الذين يتطلعون إلى تجديد أجهزتهم بتقنيات جديدة وحقيقية لا مجرد تحسينات طفيفة.
اقرأ كمان: ميني تكشف عن سيارتها الجديدة John Cooper Works وأسعارها العالمية
قضايا تحديثات وتراجع الابتكار
يعاني مستخدمو أجهزة آبل مؤخرًا من مشكلات متكررة في تحديثات نظام iOS، إذ ظهرت أخطاء في الأداء وعطل في بعض الميزات مثل Siri وخاصية Always-On Display، وتزامن هذا التراجع في الاستقرار التقني مع شعور عام بأن الشركة لم تعد تقدم الابتكارات النوعية كما في السابق، وأنها تعتمد بشكل مفرط على الإرث القديم دون تطوير جذري يواكب التحول السريع في الصناعة.
خسائر في المحكمة والرأي العام
لم تقتصر الإخفاقات على المستوى التقني، بل واجهت آبل ضربات قانونية واقتصادية، مثل حكم المحكمة الأوروبية الذي ألزمها بتغيير منفذ الشحن إلى USB-C بدلًا من Lightning، ما اعتبره كثيرون تراجعًا عن سياسات الانغلاق التي لطالما تمسكت بها، كما واجهت الشركة دعاوى تتعلق بالممارسات الاحتكارية في متجر App Store، مما زعزع صورتها كشركة “مستهلك أولًا” وفتح الباب أمام مزيد من الضغوط التنظيمية.
أين تذهب آبل؟
رغم هذه الإخفاقات، ما زالت آبل تمتلك قاعدة جماهيرية واسعة وقوة مالية هائلة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو، هل تستطيع الشركة استعادة بريقها كمبتكر أول في قطاع التكنولوجيا؟ أم أن نمط التكرار والاستثمار في الهالة بدلاً من الابتكار الحقيقي سيقودها نحو المزيد من التراجع في عالم لا يرحم من يتأخر عن سباق المستقبل؟