في الآونة الأخيرة، شهدت الساحة الغنائية المصرية موجة غير تقليدية من التعاونات بين كبار نجوم الصف الأول ومغني المهرجانات والراب، مما أثار جدلاً واسعاً بين الجمهور.

اقرأ كمان: آيات أباظة تتصدر الترند بعد تعرضها لأزمة صحية ودعم زوجها عمرو محمود ياسين
تساءل الكثيرون عن السبب وراء هذا الاتجاه غير المتوقع، هل هو رغبة في مواكبة التطورات السريعة في عالم الموسيقى، أم مجرد استغلال لنجاح مطربي المهرجانات والراب لاستقطاب أعداد كبيرة من الشباب وفئة «الأندر إيدج».
تحالفات غير مألوفة
انطلقت هذه التحالفات غير المألوفة بتعاون المطرب أحمد سعد مع مغني المهرجانات حسن شاكوش، حيث قدما في عام 2020 أغنية «100 حساب» التي حققت انتشاراً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي في ذلك الوقت.
وصف أحمد سعد صوت «شاكوش» بالمميز، مؤكداً أن الأغنية خالية من أي إسفاف.
كما شاركت المطربة اللبنانية نانسي عجرم مغني الراب مروان بابلو في عام 2022 خلال حفل «الجيمرز» بالسعودية، حيث قدما أغنية بعنوان «عيشها بعافية» التي حققت نصف مليون مشاهدة في ساعة واحدة فقط بعد عرضها.
وفي عام 2023، شاركت المطربة أنغام مغني «الهيب هوب» ويجز، وكان ظهورها في أغنية «البخت» معه مفاجأة كبيرة لجمهورها خلال حفل «ليلة صوت مصر» الذي أقيم في موسم الرياض بالسعودية.
وأخيراً، تعاون تامر حسني مع كزبرة ورضا البحراوي في تقديم أغنيتي «المقص» و«قلودة» ضمن ألبومه الجديد «بينا معاد» وفيلم «ريستارت»، بالإضافة إلى تعاونه في عام 2018 مع أحمد شيبة ومصطفى حجاج ودياب في أغنية «100 وش».
انقسام جماهيري
أثارت هذه التعاونات جدلاً واسعاً على السوشيال ميديا، حيث انقسم الجمهور إلى فريقين، الأول يؤيد هذه الخطوات ويعتبرها «ذكية» لمواكبة نجوم الطرب للعصر واستغلال القاعدة الجماهيرية الكبيرة لمؤدي الراب والمهرجانات، مؤكدين أن التنوع ضرورة لتجديد الموسيقى.
بينما يرى الفريق الآخر المعارض أن ما يحدث هو تنازل عن القيم الفنية الأصيلة، معبرين عن مخاوفهم من الوصول إلى تسطيح الذوق العام وطمس هوية كبار النجوم الذين ارتبطت أعمالهم بالجودة والانتقائية العالية، وقد بلغ الجدل ذروته بعد تعاون تامر حسني الأخير مع كزبرة ورضا البحراوي.
في هذا السياق، يرى الناقد الموسيقي أحمد السماحي أن مشاركة كبار النجوم مع الجيل الجديد تمثل تجديداً فنياً مهماً، حيث تسهم في الاقتراب من الشباب.
وأضاف أن تامر نجح في مجالات الغناء والدراما والسينما، وتعاونه الأخير مع كزبرة ورضا البحراوي والشامي في ثلاث ثنائيات غنائية متتالية هو خطوة ذكية لتجديد دمائه الفنية.
وتابع أن تامر حسني، رغم نجاحه، يعاني من شعور بالملل لدى جمهوره بسبب ثبات مفرداته الغنائية على مدى سنوات، وبالتالي تعاونه مع أصوات مختلفة يقدم لوناً جديداً ويعيد تقديم نفسه بما يتناسب مع الأجيال الحديثة.
وأوضح أن «كزبرة» يقدم لوناً خاصاً، ورضا البحراوي ينتمي إلى الغناء الشعبي الأصيل، بينما الشامي أيضاً له جمهوره.
ولفت إلى أن اختيار «تامر» لهؤلاء الثلاثة لم يكن عشوائياً، فهم جميعاً يمتلكون جماهيرية كبيرة، وهو في هذه المرحلة بحاجة فعلاً لتوسيع قاعدة انتشاره بين الشباب.
مواضيع مشابهة: زيادة الأجور والمعاشات في العراق للموظفين والمتقاعدين
وأكد أن جمهور «تامر» اليوم لم يعد من المراهقين، بل من هم في سن الثلاثينات والأربعينات والخمسينات، مما يفرض عليه مواكبة الذوق الموسيقي المتجدد لكسب فئات عمرية جديدة.
وأشار السماحي إلى أن تامر حسني لم يلجأ إلى أنصاف المشاهير، بل تعاون مع أسماء ناجحة ولها حضور قوي، مضيفاً أن تامر حسني قدم قبل عدة أشهر دويتو غنائي رومانسي مع رامي صبري في محاولة لتجديد دمائه الغنائية وإيصال رسالة مفادها أن أبناء الجيل الواحد يمكنهم التعاون دون أي حساسية أو صراعات، بل بثقة وتقدير متبادل.
أما عن النجم عمرو دياب، فقال السماحي إنه لا يستبعد أن يلجأ عمرو دياب لمشاركة مطربي الراب أو المهرجانات، لكن عمره الذي يقارب 66 عاماً قد يصعب عليه هذه الخطوة حالياً، رغم أنه قدم ثنائيات ناجحة في مسيرته مثل تعاونه مع الشاب خالد ومامي وإليسا في بداياتها، وكان دائماً يسعى لتجديد نفسه والتواصل مع الشباب.
واختتم السماحي تصريحاته مؤكداً أن الهجوم على تامر حسني بسبب هذه التعاونات غير مبرر، حيث اعتبر ما فعله ذكاء فنياً واضحاً وتجربة جديدة في مسيرته تستحق التقدير.
الناقد الموسيقي أحمد السماحي
مقال مقترح: جبل عرفات ينادي الحجاج بأجواء إيمانية مدهشة