“الاحتياط واجب في مواجهة سيرك الهاكرز لصناع المحتوى والأنفلونسر”

استعد، عزيزي القارئ،.

“الاحتياط واجب في مواجهة سيرك الهاكرز لصناع المحتوى والأنفلونسر”
“الاحتياط واجب في مواجهة سيرك الهاكرز لصناع المحتوى والأنفلونسر”

فالسيرك قد نصب.

والعرض يبدأ خلال دقائق.

وجموع المؤثرين وصناع المحتوى يستعدون للصعود على خشبة مسرح الجريمة الإلكترونية.

وفي الكواليس، ومن خلف الستار،.

يظهر عبقري الشر، توفيق الدقن في القرن الواحد والعشرين.

المجرم الرقمي، الهاكر الذي يتحرك بخفة، يتربص خلف الشاشات.

لكنه هذه المرة مجرم خفيف الظل، ساخر.

تحديه الأكبر يكمن في العثور على كلمة السر.

ليخترق الحسابات.

وينفذ إلى خزائن أفكار ومتابعي الانفلونسر وصناع المحتوى.

فيراوغ للإيقاع بفريسته، ويخدعها لتقديم بياناتها الشخصية، أو حتى الضغط على الرابط المشبوه في الرسالة الوهمية المرسلة من علامة تجارية مزيفة، مما يوحي بفرصة تعاون مع المؤثر أو صناع المحتوى.

ليبدأ العرض الأكثر إثارة وجماهيرية عبر منصات السوشيال ميديا.

وجمهور يتابع بشغف وإثارة نوعية خاصة من الكوميديا السوداء.

فقرات السيرك هذه المرة تأتي من حساب الانفلونسر وصانع المحتوى المخترق.

كيف تم تحويل الانفلونسر وصانع المحتوى إلى خادم مطيع؟

ينفذ أوامر الهاكرز، ويسخر حاسبه ليكون منصة ينشر فيها الهاكرز تعليقات ساخرة.

استعد، عزيزي القارئ، لجولة ساخرة وطرائف كوميدية حول ما فعله الهاكرز بمشاهير السوشيال ميديا، كيف تم سرقة حساباتهم؟ وما نوعية المنشورات الساخرة والغريبة التي تركها الهاكرز لمتابعيهم؟

من بين أشهر القصص، نجد صانعة المحتوى المغربية “فاتن البو”، المعروفة بـ “فاتن في باريس”، التي تعرضت مع مجموعة من صديقاتها المؤثرات والشخصيات المشهورة مثل زوجة حارس المنتخب الوطني المغربي “ياسين بونو” للتهديد من قبل أحد العصابات الإلكترونية، عقب عملية اختراق ناجحة لحساباتهم، المدهش في الأمر أن الهاكرز ترك لها رسالة غريبة يقول فيها: “من يسرف في الكنتور يخسر توازنه الداخلي”

وفي نفس السياق، قام أحد الهاكرز باختراق حساب صانعة محتوى شهيرة، ونشر صورًا ساخرة وتعليقات مضحكة على صورها، لدرجة أن الصور أثارت فضول متابعيها وزادت تفاعلاتهم على الحساب المخترق، معتقدين أنها جزء من حملة إعلانية جديدة، لتفاجأ في النهاية بعرض من الهاكرز لإدارة حساباتها: “أنا خير من يدير حسابك”

وفي عام 2022، تم اختراق حساب يوتيوبر كندي شهير متخصص في مجال التكنولوجيا، ليرسل له الهاكرز بعد يومين رسالة اعتذار يعبر فيها عن أسفه الشديد لعملية الاختراق، ويقول إن سبب الهجوم كان بهدف اختبار نظام الأمان.

وأيضًا نجد قصة اليوتيوبر الكوميديان الهندي الذي تم اختراق حسابه، وبعدها نشر الهاكرز فيديو على نفس الحساب يتضمن نصيحة للمتابعين يقول فيها: “لا تضيع وقتك بمشاهدة الفيديوهات، راجع دروسك”

أما اليوتيوبر الشهيرة “ليلى” والمتخصصة في أنظمة التخسيس والدايت والوصفات الصحية، فقد تم اختراق حسابها، ليبث الهاكرز على مدار يومين وصفات أكلات غير صحية مثل البرجر والفاست فود، مما جعل متابعيها يعتقدون أنها توقفت عن اتباع نظام “الكيتو” الغذائي، وكتب الهاكرز على حسابها: “أنا مش مقتنع بالكيتو، بس أنتي جامدة”

لتأتي شيماء، إحدى أشهر الإنفلونزا في عالم الديكور المنزلي، والتي اخترق حسابها على الإنستجرام، وبعد ساعات بدأ المتابعون يلاحظون صورًا غريبة مثل مطبخ متبهدل، ألوان حوائط غريبة، ثم ظهر منشور الهاكرز يقول فيه: “استمري، ولكن جربي الأخضر الفسفوري في المرة القادمة”

القصص لا تنتهي،

والدوافع غريبة ساخرة ومثيرة للدهشة، مثل ما حدث لمؤثرة الموضة في ساو باولو، التي فقدت حسابها لتفاجأ بأن الهاكر نشر بوست يطلب من متابعيها التبرع لمأوى الكلاب.

بالتأكيد ليس كل الهاكرز توفيق الدقن، ملك أدوار الشر.

أحيانًا قد يتحول الهاكرز إلى نجيب الريحاني، الضاحك الباكي.

لكن العبرة من المواقف والأحداث تجعل المؤثرين وصناع المحتوى يفكرون مرات ومرات في أن تأمين الحسابات لم يعد رفاهية.