في قلب الصراع التكنولوجي العالمي، تتبوأ تايوان مكانة بارزة لا يمكن تجاهلها، فالجزيرة الصغيرة التي تحتضن شركة “TSMC” التايوانية، أكبر مصنع للرقائق الدقيقة في العالم، أصبحت بؤرة التوتر المتزايد بين الصين والولايات المتحدة، وذلك في خضم سباق عالمي على رقائق السيليكون التي تشغل كل شيء من الهواتف الذكية إلى أنظمة التسلح المتقدمة.

ممكن يعجبك: أبل تكشف عن أرقام مذهلة حيث حقق متجر App Store 406 مليارات دولار في 2024 و90% منها دون عمولة
موقع استراتيجي حساس.
تتمتع تايوان بموقع جغرافي حيوي بين المصالح الأميركية والصينية، كما تمثل العمود الفقري لسلاسل التوريد العالمية في مجال أشباه الموصلات.
تنتج شركة TSMC وحدها حوالي 60٪ من إجمالي المعالجات المتطورة في العالم، وهي المسؤولة عن تصنيع رقائق بتقنية 3 نانومتر لصالح عمالقة مثل آبل وإنفيديا وكوالكوم.
جعل هذا التركيز الكبير للإنتاج من تايوان “عنق الزجاجة” الحاسم في الصناعات التكنولوجية الحديثة.
الصين تتحرك ببطء ولكن بثبات.
تسعى الصين إلى تقليل اعتمادها على التقنيات الأجنبية، خصوصًا المعالجات التايوانية، وقد استثمرت بكين مئات المليارات من الدولارات في خطط دعم محلية لإنشاء مصانع أشباه موصلات وطنية، إلا أن الفجوة التقنية بينها وبين TSMC لا تزال كبيرة.
تعاني الشركات الصينية مثل SMIC من العقوبات الأميركية التي تحد من وصولها إلى المعدات الضرورية لتصنيع المعالجات المتطورة، مما يبقي تايوان في موقع القيادة.
واشنطن تدخل على الخط.
تعتبر الولايات المتحدة تايوان حليفًا تقنيًا لا يمكن التفريط فيه، وقد دفعت واشنطن بقوة خلال السنوات الأخيرة لإعادة توطين جزء من صناعة المعالجات إلى أراضيها، وضغطت على TSMC لبناء مصانع في أريزونا.
كما فرضت قيودًا على الشركات الصينية للحصول على تكنولوجيا متقدمة مستخدمة في تصنيع الرقائق، بهدف كبح طموحات بكين التكنولوجية.
مقال مقترح: أسعار ومواصفات بي واي دي سيل 7 الجديدة في السعودية مع الصور
زاد هذا التدخل الأميركي من حدة التوتر في مضيق تايوان، ورفع من احتمالية استخدام “ورقة المعالجات” كورقة ضغط في أي نزاع جيوسياسي قادم.
سيناريوهات الخطر.
في حال اندلاع نزاع عسكري بين الصين وتايوان، ستكون سلاسل التوريد العالمية لأشباه الموصلات في خطر غير مسبوق.
يتخوف المحللون من “صدمة تكنولوجية” قد تعصف بالاقتصاد الرقمي العالمي إذا توقفت مصانع TSMC عن العمل أو تعرضت للهجوم.
حتى في حال فرض حصار اقتصادي من الصين، فإن تدفق المعالجات إلى الأسواق العالمية سيتأثر بشكل كبير، مما دفع العديد من الحكومات إلى التحرك لوضع خطط بديلة واستثمارات محلية في هذا القطاع الحيوي.
معركة القرن.
أزمة المعالجات بين الصين وتايوان ليست مجرد صراع اقتصادي أو تنافس تقني، بل هي واحدة من أبرز ملامح “حرب باردة تكنولوجية” تعيد رسم موازين القوى في القرن الحادي والعشرين.
بينما تسعى واشنطن لحماية تفوقها التكنولوجي، تحاول بكين فك قيودها من الهيمنة الغربية، وتبقى تايوان المصنع العالمي للرقائق على فوهة بركان ينتظر لحظة الانفجار.