في شمال اليونان، تم اكتشاف قبر يُعتقد أنه يحتوي على رفات والد الإسكندر الأكبر، لكن المفاجأة كانت أنه يضم رفات امرأة شابة وستة أطفال رضّع، مما يثير تساؤلات جديدة حول التاريخ القديم.

ممكن يعجبك: أسعار الأسماك والمأكولات البحرية ليوم الخميس 29 مايو 2025
يقع هذا القبر تحت تلة دفن كبيرة في موقع فيرجينا، شمال اليونان، بالقرب من مقابر أخرى يُعتقد أنها تعود لعائلة الإسكندر الأكبر، مما يزيد من أهمية هذا الاكتشاف.
تشير دراسة حديثة، نشرت في مجلة العلوم الأثرية، إلى أن القبر الذي كان يُعتقد أنه يضم رفات فيليب الثاني، والد الإسكندر، يحتوي على رفات امرأة شابة وستة أطفال، وهو ما يفتح بابًا جديدًا للبحث في تاريخ هذه المنطقة.
الدراسة تبحث في موقع الدفن الذي تم اكتشافه عام 1977 في فيرجينا، المعروف أيضًا باسم أيجاي، مما يعزز من أهمية الدراسات الأثرية في فهم تاريخ اليونان القديمة.
بينما اقترح بعض علماء الآثار أن القبر يعود إلى فيليب الثاني، يعتقد آخرون أنه دُفن في مكان آخر يُعرف بالقبر الثاني، مما يعكس التباين في الآراء العلمية حول هذا الموضوع.
اقرأ كمان: البنك المركزي يعتمد التيسير النقدي لإنعاش الاقتصاد وتخفيف القيود على المستثمرين
إلى من تعود تلك الهياكل العظمية؟
كتب مؤلفو الدراسة: “الافتراضات السابقة بأن البقايا الهيكلية تعود إلى فيليب الثاني وزوجته كليوباترا وطفلهما حديث الولادة ليست مُقنعة من الناحية العلمية”، مما يسلط الضوء على ضرورة إعادة النظر في الفرضيات القديمة
باستخدام التأريخ بالكربون المشع، تمكن الباحثون من تحديد أن الرجل والمرأة عاشا بين عامي 388 و356 قبل الميلاد، مما يوفر معلومات جديدة حول الفترة الزمنية لهذه الرفات.
كما أظهرت التحليلات أن عمر الرجل كان يتراوح بين 25 و35 عامًا عند وفاته، ورغم ذلك، اغتيل فيليب الثاني عام 336 قبل الميلاد عن عمر يناهز 46 عامًا، مما يدعم فرضية أن المدفون في القبر الأول ليس هو.
وفقًا للباحثين، لا يوجد مدخل للمقبرة، وكانت مغلقة، مما يشير إلى أن الرجل والمرأة دُفنا معًا، مما يفتح المجال لتفسيرات جديدة حول عادات الدفن في تلك الفترة.
لكن التأريخ بالكربون المشع أظهر أيضًا وجود ما لا يقل عن ستة رُضّع في المقبرة بين عامي 150 قبل الميلاد و130 ميلاديًا، مما يعني، كما يقول الباحثون، أن الأطفال لم يكونوا أقارب للرجل والمرأة، ويعكس ذلك التغيرات الاجتماعية في تلك الحقبة.
أوضح مؤلفو الدراسة أن القبر كان يُستخدم على الأرجح كمكان دفن خلال العصر الروماني للتخلص من جثث الأطفال وبقايا الحيوانات، مما يعكس التغيرات الثقافية في استخدام المقابر.
يُعتقد أيضًا أن فتحات القبر قد أنشأها لصوص القبور عام 274 قبل الميلاد، مما يعني أن المقابر كانت متاحة خلال فترة السيطرة الرومانية على المنطقة.
قال الباحثون إن الرجل من المرجح أنه قضى طفولته بعيدًا عن العاصمة المقدونية بيلا، التي تبعد حوالي 20 ميلًا (32 كيلومترًا) شمال شرق فيرجينا، مما يضيف بُعدًا جديدًا لفهم خلفيات الشخصيات التاريخية.
تحليل عظم الفك العلوي للمرأة كشف أنها كانت تتراوح بين 18 و25 عامًا عند وفاتها، مما يضيف تفاصيل مثيرة حول حياتها.
تحليل إضافي لمينا أسنانها وجزء من جمجمتها أظهر أنها على الأرجح وُلدت وعاشت في منطقة بيلا/فيرجينا، مما يعزز من أهمية هذا الاكتشاف لفهم التاريخ المحلي.