أسرار جديدة عن القمر في بحث حديث

أدت تقنية جديدة تعتمد على بيانات جمعتها مركبة فضائية إلى إعادة تقييم تاريخ القمر الذي يمتد لعدة مليارات من السنين.

أسرار جديدة عن القمر في بحث حديث
أسرار جديدة عن القمر في بحث حديث

أعلن علماء ناسا يوم الأربعاء عن اكتشافات جديدة تتعلق بالقمر، حيث تمكنوا من فهم باطن هذا الجرم السماوي بشكل أفضل من خلال تحليل بيانات الجاذبية التي جُمعت من المركبة الفضائية التي تدور حوله.

كشف هذا التحليل عن اختلافات ملحوظة بين البنية الداخلية لجانبي القمر القريب والبعيد، يتميز الجانب القريب بسهول شاسعة تشكلت من الصخور المنصهرة، بينما يظهر الجانب البعيد بوعورة أكبر، حيث بدأ القمر كعالم منصهر، وجزء كبير من سطحه القديم مغطى بالحمم البركانية.

تشير بعض النظريات إلى أن النشاط البركاني الذي حدث منذ ملياري إلى ثلاثة مليارات سنة أدى إلى اختلافات في باطن الكوكب، مما قد يتسبب في تراكم العناصر المشعة في أعماق الجانب القريب من الأرض.

كما اكتشف الباحثون أن الجانب القريب من القمر ينحني أكثر من الجانب البعيد، مما يدل على وجود اختلاف جوهري في البنية الداخلية بين الجانبين.

كيف تم الوصول لهذه الاستنتاجات؟

للوصول إلى هذه الاستنتاجات، قام الباحثون بتطوير نموذج جديد لجاذبية القمر، مما يساعد في تحليل الاختلافات في الجاذبية أثناء دورانه حول كوكبنا الأزرق.

تتسبب الاختلافات في انحناء القمر نتيجة لقوة المد والجزر للأرض، فكما يؤثر القمر على المد والجزر على الأرض، تمارس الأرض أيضًا قوة جذب على القمر.

باستخدام حاسوب عملاق، أنتج مؤلفو الدراسة ما يعتبرونه أكثر خريطة جاذبية تفصيلًا للقمر حتى الآن، حيث تظهر قياسات الجاذبية عبر القمر.

من خلال فحص نتائجهم ومقارنتها بنماذج أخرى، اكتشف فريق الباحثين تشوهًا أكبر من المتوقع في نصفي الكرة.

في دراسة منفصلة، استخدموا نفس التقنية لفحص باطن فيستا، وهو جسم يقع في حزام الكويكبات الرئيسي بين المريخ والمشتري، ووجدوا أن فيستا على الأرجح لديه نواة صغيرة أو معدومة، مما يتعارض مع النظريات السابقة.

كما طبق الباحثون مؤخرًا تقنية مماثلة على قمر المشتري البركاني آيو، كاشفين أن هذا القمر الناري من غير المرجح أن يحتوي على محيط صهارة عالمي.