شهدت الأسواق المحلية اليوم الأربعاء ارتفاعًا في أسعار الذهب، تزامنًا مع صعود الأوقية في البورصة العالمية، رغم تزايد الآمال بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى ترقب الأسواق لمحضر الفيدرالي الأمريكي الذي سيصدر مساء اليوم، وفقًا لتقرير منصة «آي صاغة».

من نفس التصنيف: مدبولي يجتمع بوزير خارجية بلغاريا لتعزيز التعاون الثنائي
قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن أسعار الذهب في الأسواق المحلية ارتفعت بقيمة 10 جنيهات، مقارنة بختام تعاملات أمس، ليصل سعر جرام الذهب عيار 21 إلى مستوى 4630 جنيهًا، بينما ارتفعت الأوقية بمقدار 8 دولارات، لتسجل 3313 دولارًا.
أسعار الذهب محليًا
أضاف إمبابي أن جرام الذهب عيار 24 سجل 5291 جنيهًا، وجرام الذهب عيار 18 سجل 3969 جنيهًا، في حين سجل جرام الذهب عيار 14 نحو 3087 جنيهًا، وسجل الجنيه الذهب نحو 37040 جنيهًا، وكان قد تراجع سعر الذهب بالأسواق المحلية بمقدار 50 جنيهًا خلال تعاملات أمس الثلاثاء، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 عند 4670 جنيهًا، واختتم عند 4620 جنيهًا، بينما تراجعت الأوقية بمقدار 37 دولارًا، حيث افتتحت عند 3342 دولارًا، واختتمت عند 3305 دولارات.
أشار إمبابي إلى أن تحركات الذهب الأخيرة تعكس حالة من الترقب والحذر التي تسود الأسواق العالمية، حيث سجل المعدن الأصفر ارتفاعًا ملحوظًا محليًا وعالميًا، رغم التفاؤل المتزايد بشأن الاتفاق التجاري المرتقب بين واشنطن وبروكسل.
أضاف أن البيانات التي أوردتها منصة «آي صاغة» توضح بجلاء عودة الزخم إلى السوق المحلي، مع ارتفاع أسعار الذهب في مصر بنحو 10 جنيهات، بينما ارتفعت الأوقية عالميًا إلى مستوى 3,313 دولارًا، هذا الارتفاع يأتي بعد خسائر حادة في جلسة الأمس، مما يعكس تقلبات الأسواق العالمية وانتظارها لمحفزات جديدة.
مقال له علاقة: أسعار السلع ستنخفض بأكثر من 5% قريباً وبشرى سارة للمستهلكين
أوضح أن هذا الارتفاع يرتبط بشكل مباشر بترقب المستثمرين لصدور محضر اجتماع الفيدرالي الأمريكي مساء اليوم، والذي قد يحمل إشارات حاسمة بشأن مستقبل السياسة النقدية وأسعار الفائدة، ورغم التوترات الجيوسياسية المتزايدة، يظل الذهب محتفظًا بجاذبيته كملاذ آمن، على الرغم من الضغوط الناتجة عن قوة الدولار وتحسن مؤشرات الثقة الاقتصادية في الولايات المتحدة.
أضاف أن هذه التحركات تشير إلى استمرار حالة “الشد والجذب” في أسواق المعادن النفيسة، وسط توازن دقيق بين البيانات الاقتصادية العالمية والتطورات السياسية الحادة.
توترات جيوسياسية
أشار إمبابي إلى أن أسعار الذهب سجلت ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم، مدفوعة بتزايد الطلب الاستثماري في ظل توترات جيوسياسية وتذبذب في مؤشرات الدولار الأمريكي، ورغم وجود مؤشرات إيجابية على التقارب التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حافظ الذهب على موجة الصعود.
أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن “رضاه” بشأن التعريفة الجمركية البالغة 50% المفروضة على أوروبا، مؤكدًا أن بروكسل بدأت التواصل لتحديد موعد سريع للمفاوضات، مما عزز الآمال بقرب التوصل إلى اتفاق تجاري جديد.
أضاف إمبابي أن التوترات الجيوسياسية لا تزال تدعم الذهب، لكنه قد يواجه “رياحًا معاكسة” بسبب صمود الدولار والبيانات الاقتصادية الإيجابية.
جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مطالباته بضمانات مكتوبة من حلف شمال الأطلسي (الناتو) بشأن تقييد توسعه شرقًا، مشترطًا ذلك لوقف العمليات العسكرية ورفع العقوبات المفروضة على موسكو، مما زاد من حالة القلق في الأسواق العالمية.
الأنظار على الاحتياطي الفيدرالي وبيانات التضخم
يتجه تركيز المستثمرين هذا الأسبوع نحو محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لشهر مايو، المرتقب صدوره مساء اليوم الأربعاء، وسط توقعات بتوضيح أسباب الإبقاء على أسعار الفائدة عند نطاق 4.25%-4.50%، وتحذيرات من ارتفاع محتمل في معدلات البطالة والتضخم نتيجة السياسات الاقتصادية الجديدة لإدارة ترامب.
كما تتجه الأنظار إلى بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) لشهر أبريل – وهو المقياس المفضل لبنك الاحتياطي الفيدرالي لمراقبة التضخم – والمقرر صدوره يوم الجمعة، وسط توقعات بتأثير محدود نظرًا لعدم وضوح أثر الرسوم الجمركية على أسعار المستهلك.
رئيس الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، نيل كاشكاري، دعم بدوره إبقاء الفائدة ثابتة، مؤكدًا على “الحاجة للصبر” في ظل الضبابية الناتجة عن السياسات التجارية الجديدة.
الذهب بين سندان الدولار ومطرقة العوائد الاقتصادية
بينما يعزز تحسن التوقعات الاقتصادية العالمية التفاؤل بشأن انتعاش اقتصادي شامل، فإن هذا الأمر يقلل تقليديًا من الإقبال على أصول الملاذ الآمن مثل الذهب، وقد ساهم هذا في دعم مؤشر الدولار الأمريكي، الذي قلص مكاسبه خلال التداولات الأوروبية، لكنه لا يزال بعيدًا عن أدنى مستوياته المسجلة هذا الشهر.
ويؤثر صعود الدولار سلبًا على جاذبية الذهب للمستثمرين من حائزي العملات الأخرى، ما يُعد تحديًا رئيسيًا أمام استمرار صعود المعدن الأصفر.
كما كشفت بيانات أمريكية حديثة عن انخفاض طلبيات السلع المعمرة بنسبة 6.3% في أبريل، وهو تراجع حاد لكنه أقل من التوقعات (-7.9%)، وارتفع مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي إلى أعلى مستوياته منذ عام 2021، مما دعم الدولار وحدّ من ارتفاع الذهب.
في المقابل، لا يزال المستثمرون يراهنون على خفض مزدوج للفائدة الأمريكية هذا العام، وهو ما قد يدعم الذهب في الأجل المتوسط، في حال تحققت توقعات تباطؤ التضخم واستمرار التوترات الجيوسياسية.