رجال الإسعاف المصريون يثبتون دائمًا التزامهم في أداء مهامهم بإنقاذ المرضى، وفي حادثة جديدة، تمكنوا من إنقاذ عامل من الموت بعد أن استقر سلاح صاروخي معدني في رقبته، حيث خاضوا رحلة استغرقت أكثر من 45 دقيقة لإنقاذه، ليتمكن أطباء مستشفى الهرم من إجراء جراحة عاجلة لفصل الصاروخ عن رقبته وإنقاذ حياته.

من نفس التصنيف: الرئيس السيسي يعلن عن إنشاء 7 جامعات أهلية جديدة في عدة محافظات
تفاصيل الواقعة
بدأت القصة مع ورود بلاغ إلى الإسعاف المصري، حيث تضاربت الأقاويل في البداية بين الحديث عن وفاة عامل داخل شقة تحت التشطيب في حي الهرم بالجيزة، وبين إصابته إصابة بالغة تهدد حياته.
فور تلقي الاستغاثة عبر الخط الساخن 123، سارعت غرف القيادة والتحكم بتوجيه أقرب سيارة إسعاف إلى موقع الحادث، بقيادة شادي حسني وزميله المسعف باسم جمال عبد العظيم.
وصول سيارة الإسعاف
في دقائق قليلة، وصلت الإسعاف إلى موقع الحادث، حيث تجمع عدد من المواطنين أسفل أحد الأبراج السكنية، وسط تضارب في الأقاويل حول مصير العامل، فبعضهم ادعى وفاته، بينما تحدث آخرون عن إصابته بجسم معدني (بُنطة هلتي) تسبب في فتحتي دخول وخروج.
لم تثنِ تكهنات المواطنين رجال الإسعاف عن مهمتهم، فصعدوا العقار محملين بكامل عتادهم الإسعافي، وفي الطابق 11، وجدوا عاملاً (سباكًا) قد سقط وسط بركة من الدماء.
المشهد كان مروعًا، حيث فقد العامل كمية كبيرة من الدماء بفعل جرح غائر تسبب فيه الصاروخ المعدني، ومع ذلك، لم يتردد رجال الإسعاف في السعي لإنقاذ حياته رغم خطورة الإصابة.
بسرعة، فتح رجال الإسعاف حقيبتهم الإسعافية، واستخرجوا الضمادات والأربطة الطبية المتوفرة لديهم، ساعين لإيقاف تدفق الدماء من رقبة العامل، مع تثبيت الصاروخ المعدني دون تحريكه.
بعد تأمين موضع الإصابة، بدأوا رحلة النزول نحو سيارة الإسعاف من الطابق الحادي عشر، ورغم قصر المسافة، كانت تتطلب دقة بالغة، حيث تم نقل العامل على نقالة متعددة الأوضاع.
بدأ الزميل شادي بدفع الكرسي بحذر، بينما ظل المسعف باسم ممسكًا بالصاروخ المعدني الذي يزن عدة كيلوجرامات، حيث كانت كل خطوة تعني زيادة توغل الأسطوانة المعدنية داخل رقبة العامل، مما كان قد يؤدي إلى وفاته فورًا.
وفي مشهد إيجابي، تكاتف الأهالي مع رجال الإسعاف أثناء إنزال العامل إلى سيارة الإسعاف.
كانت “زحام شارع الهرم” عنوان المرحلة الثانية من عملية إنقاذ العامل، حيث مروا بأحد أهم الشوارع التجارية في مصر، مما دفع رجال الإسعاف لاستغلال كل ثانية في طريقهم إلى المستشفى، حيث أطلقوا نداء استغاثة عبر جهاز اللاسلكي للإبلاغ عن حالة خطيرة برفقتهم.
مواضيع مشابهة: مدبولي يؤكد أن افتتاح مقر حماية المستهلك يعزز رقمنة خدمات الجهاز
بعد لحظات، كان صدى الاستغاثة يتردد داخل سيارة إسعاف متمركزة في مستشفى الهرم، ليهرع طاقمها نحو الاستقبال، ويطلعوا الأطباء على حالة المصاب القادمة إليهم.
طوال الرحلة إلى المستشفى، ظل المسعف باسم ممسكًا بالصاروخ المعدني، وعينه على جهاز متابعة العلامات الحيوية الذي يراقب الوضع الصحي للعامل.
عند الوصول، هرعت الأطقم الإسعافية بالمستشفى لمساعدة زملائهم في إنزال العامل برفق إلى قسم الاستقبال، حيث اندفع الأطباء لتزويد جسده بالمحاليل ونقل الدم لتعويض النزيف الحاد، ثم نُقل مباشرة إلى غرف العمليات.
خلال إجراء الجراحة، تواصل رجال الإسعاف مع أسرته، موضحين لهم أنه تعرض لحادث بسيط وأنه في المستشفى، حتى لا يدب الرعب في قلوبهم.
ساعات ثقيلة مرت على العامل، واستمرت الأطقم الإسعافية في السؤال عنه، بينما بدأ أفراد أسرته يتوافدون إلى المستشفى حتى استقرت حالته، وبدأ في استعادة قواه.
ومع عودة الطاقم الإسعافي إلى المستشفى، أصر العامل على شكرهم، مؤكدًا أنه كان يشعر بلحظات من الوعي أثناء إنقاذهم له، وأنه لمس مدى حرصهم الصادق على إنقاذ حياته.