نص خطبة الجمعة كاملة: بعنوان “ونغرس فيأكل من بعدنا”

خصصت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم، 2 مايو 2025، بعنوان: “ونغرس فيأكل من بعدنا”، لتسليط الضوء على فضيلة الإتقان والعمل النافع الممتد عبر الأجيال، مع تخصيص الخطبة الثانية للتحذير من خطر حبة الغلة، والتأكيد على أهمية بث الأمل في النفوس.

الإتقان.. قيمة إنسانية وإرث للأجيال

بدأت الخطبة بتأكيد أن ما نتمتع به اليوم من خيرات هو ثمرة جهود السابقين، وأن الواجب علينا هو أن نغرس نحن أيضًا ليأكل من بعدنا.

واستشهدت الخطبة بقصة رمزية عن رجل مسنّ يغرس شجرة لن تثمر إلا بعد مئة عام، ليعكس معنى التضحية والبذل للأجيال القادمة.

دعوة نبوية: ازرع حتى في لحظة النهاية

استدل الخطيب بحديث النبي ﷺ: “إن قامت على أحدكم القيامة، وفي يده فسيلة، فليغرسها”.

وهو ما يعكس قيمة العمل والإيجابية حتى في أحلك الظروف، ويجسد دعوة الإسلام لزرع الخير دون انتظار المقابل.

الإتقان من صفات المؤمن المحسن

شددت الخطبة على أن الإتقان في العمل هو أحد تجليات الإحسان في العبادة والسلوك، حيث قال النبي ﷺ “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه”.

ودعت إلى أن يتحول الإتقان إلى أسلوب حياة يشمل الوظيفة، العبادة، العلاقات، والتعليم، وكل مفاصل الحياة.

نماذج من الصحابة في الإتقان

استعرضت الخطبة نماذج من الصحابة رضوان الله عليهم، مثل:

• بلال بن رباح في ندائه للصلاة بإتقان وإخلاص.

• خالد بن الوليد في تخطيط المعارك بحكمة وبراعة.

• سلمان الفارسي بفكرته الملهمة في حفر الخندق.

كلها أمثلة حية على روح العمل المحترف والعطاء المسؤول.

الإتقان مفتاح نهضة الأمم

أكدت الخطبة أن الإتقان ليس رفاهية، بل ضرورة في مواجهة تحديات العصر، وأن الأمم لا تتقدم إلا بعزيمة العامل، وجهد الطبيب، ودقة المهندس، وإبداع المعلم.

ودعت إلى أن تكون أعمالنا بصمات خالدة تنفع الناس وتبقى آثارها بعد رحيلنا.

التحذير من اليأس وخطر حبة الغلة

في الخطبة الثانية، تناول الخطيب خطر حبة الغلة القاتلة، مشيرًا إلى تزايد حالات الانتحار بسبب اليأس والضغوط النفسية، مؤكدًا أن الحياة مهما ضاقت، لا تستحق التفريط فيها.

ودعا إلى بث الأمل في القلوب، وتعزيز ثقافة التفاؤل، واللجوء إلى الله في أوقات المحن.

الختام: غرس ممتد وأثر لا يُنسى

اختتمت الخطبة بنداء واضح: “اعملوا، فإن الله يرى أعمالكم”. مؤكدة أن الحياة قصيرة، لكن أثر العمل المتقن يمتد، داعية الجميع إلى أن يكونوا كشجرة طيبة، تؤتي أكلها كل حين.